سنة حكومية كبيسة ..
يقولون بأن عدد أيام العام 365 يوما وربع اليوم، وهو الربع الذي يتم تجميعه كل 4 سنوات ليصبح يوما كاملا يضاف الى شهر شباط فبراير ليصبح 92 يوما، ويتم تمييز شباط هذا بقسمة عدد السنوات الميلادية على 4 ويكون شباط المنشود إن كان باقي القسمة صفرا.. هكذا كنا نستدل على السنة الكبيسة، واعتمدنا هذه العلاقة الرياضية، حين كنا نستخدم لغة «بيسك وباسكال» لبرمجة رزنامة تكون دقيقة وصالحة لأي عام..
ماذا سنستخدم من علاقات رياضية أو قصائد نبطية أو خطب رنانة وعصف ذهني لنستدل على سنة حكومية أردنية كبيسة ؟ وكيف «تكبسنا» الحكومات و»تنكبس» معنا؟!.
عمر الحكومة في الدستور هو 4 سنوات، ويراها معارضون بأنها كلها سنوات «كبيسات» خداعات، ويوشك أن يكون خير مشاركة الناس فيها «معارضات»، يطاردون فيها «سقطات ونهفات» الحكومات، ينفلتون خلالها فرارا من استحقاقات أخلاقيات !.
من هي الحكومة التي ستشرف على الانتخابات بعد انتهاء عمر الحكومة الحالية؟ بخاصة وأنها سترحل مع مجلس النواب بعد عام تقريبا «كما ينص الدستور»، وهل نعتبره فراغا دستوريا أن تغادرنا حكومة، وننتظر حكومة أخرى تطرح نفسها للحصول على ثقة مجلس النواب الجديد؟.. نحتاج تفسيرا وتعديلا دستوريا بهذا الشأن.
سوف «تكبس معنا» في الأسبوع القادم؛ الذي يمكن اعتباره انطلاقة ماراثون من السجال العام، بسبب قانون الانتخاب الذي سيخضع للمناقشات تحت القبة يوم الأحد القادم، وأستطيع التأكيد بأن الجميع متأهبون: فثمة «خطب عصماء» و «قصائد نبطية» وآلات موسيقية كثيرة مختلفة، منها وتريات وإيقاع وآلات نفخ.. وثمة لبان عراقي فاخر، لدوزان قوس ووتر ربابة .. كلهم جاهزون للحديث عن قانون الانتخاب وقانون الغاب أيضا، و»كابسة» معهم ع الآخر.
صخب المناورات العسكرية والإعلامية يتصاعد، والجوقة تأخذ مكانها على المسرح المؤثث بشتات الفانتازيا العربية، وبعض القذائف تضل عن طريقها فتسقط على الرمثا 4 منها، ووسائل إعلام دولية تطرح التساؤل بشكل وتوقيت محسوب، تشعرك بأنه ثمة «هارموني» متعوب عليه، بين الإعلام والأفلام وشهيق وزفير الأقلام ..»كابسة» معهم ولديهم ألحان تفسر غموض مثلث برمودا بلا كلام!.
حتى دولة الاحتلال الصهيوني «بلا زغرة»، تطلق كلابها البوليسية المدربة في شوارع فلسطينية، وتطلق قطعان مستوطنيها الى الأقصى، وتعد العدة للقدس وللغور تهويدا وتهديدا، فهم لديهم «كرت رابح» لا بد سيضعونه على الطاولة، لكنهم لا يظهرون كغيرهم ..أعني «مش كابسه معهم»، فهم يجيدون الضغط والكبس على الآخرين ولا ينكبسون!
وفي ظلال آية؛ تتثاءب التفسيرات لتوضح الغاية، تلك التي تقبع في دهاليز عقل ثمل وعتمة قلب تم قصفه بسلاح كيماوي محلل دوليا، يريدونها حربا بلا هوادة ضد الارهاب والمارينز والحرس الثوري والجمهوري والروسي .. حربا لا تنتهي إلا أن يثوب الأعداء الى العقل ويجنحوا للسلم و»يبوسوا التوبة»
نحن الآن في عمق سنة حكومية كبيسة و سنة حلوة أيها الأردني الجميل.