ماذا لو طبقنا يوم الحبّ كمسلمين
أنا لست من مؤيّدي عيد الحبّ ولست من معارضيه أيضا... ربما لدي قناعة بأن وراء هذا العيد حكاية ما ومع ذلك لا أقتنع بحكاية "القديس فالنتين"، لكنّي حتما أؤمن ان الحبّ متاح للجميع وعلينا جميعا ان نمارسه بشغف واخلاص حتى النهاية. ان نسير على دربه بمسمى أو دون مسمى، بورد أحمر أو بدو ورد، بأي معتقد سواء تقبلناه أو لم نتقبله، دون ان نهول ونؤول ونعيد ونفتق تلك العبارات التي تنادي بأسماء مستعارة لنا وليست لنا تتبع لديننا أو لأديان أخرى أو حتى للهباء.
ما يمكنني ان أصدقه ان الحبّ فطري لا داعٍ لتهويل يومِهِ، ولصق عبارات ضخمة ونشر قصص صادقة أو كاذبة هدفها بالنهاية صياغة جملة واحدة لا ثانٍ لها "ان الحبّ على مدار العام ولا يقيد بالأيام وان من أحبّ أو جلب الورد في هذا اليوم لا يحمل للحبّ مكانة هو يحمل للتقليد المكانة الأبرز". هدانا ديننا الإسلام للاحتفاء بعيد الفطر و عيد الأضحى والتقرب لله بالذبح بأيام محددة دون سواها لذا فإن الاحتفاء بتحديد سوم لهذا العيد لا يضرّ، طالما أننا لا ننشد للكفر أو المساس بقواعد دينية راسخة او تبديل عقائد فما الذي يمنعنا من الاحتفاء!
لماذا نحرم عيد الحبّ أو يوم الحبّ؛ رغم اني اؤيد ان الحبّ في كلّ وقت وفي كلّ يوم لكن من الجميل ان يخصص له يوم للاحتفاء كما نحتفي بأعياد ميلادنا مثلا، ما العيب أو المانع؟ ولماذا اقتصرت هذه المناسبات على اديان معينة واننا كمسلمين اذا تبادلنا الورد والشوكولاته نكون قد بدأنا بالعزوف عن قيمنا الدنية، من منكم مكلف بضوابط الدين والعدول عنها؟!
الحكايات المخلدة في ذاكرتنا تلك التي ظهرت حديثا ولم نكن نسمع بها من قبل، سواء كان لتقصيرنا أو لقلّة ثقافتنا أو لتولدها حديثا من الواجب ان لا تترك هذا الاثر المؤذي في نفوسنا من بغضاء وتكفير وتقليل شأن، وليس من العيب ان نسلك سلوك التقليد الأعمى المتعارف عليه والذي أصبحنا نمارسه كما نمارس حاجاتنا الجسدية والنفسية يوميا.
الكثير منّا بحاجة ليوم ليعبر فيه عن مدى الحبّ الراسخ في قلبه لأشخاص معينين وهذا لا يجبرنا على تقيّد العيد للمحبين من الأزواج أو الأشخاص الذين تربطهم علاقة حبّ فقط بل من الأجمل ان ننشر الحبّ الأسري ونحفز جيلنا على ان يحبّ بكلّ وقت ودون قيد وموانع دون ان نخصص يوم الحبّ لملّة معينة دون ان نحرم الأعياد ونلصق عبارة لا خير بأمة كثرة أعيادها.
ويبقى السؤال ماذا سيضر إذا كان هناك يوم للحبّ نطبقهُ كمسلمين؟!