عيد الحب
الحب ليس له مناسبة للاحتفال ولا يوم للعيد ، ولكن تعارف العالم على تاريخ 14 فبراير من كل عام ليكون عيدا للحب ، رغم الشك في الرواية الحقيقية لأصل هذا العيد ، والاختلاف حول الاحتفال به سواء من الجانب الديني والعقائدي ، ففي الوقت الذي تشجع بلدان على الاحتفال بعيد الحب ، تحرم دول أخرى الاحتفال به , أن عيد الحب في وقتنا الحاضر بدأ يأخذ الطابع التجاري أكثر من كونه عيداً يعنى بالمشاعر والتعبير عنها ،فتعج المحال التجارية باللون الأحمر على اختلاف المنتجات التي تقدمها في هذا اليوم ، الذي يستعد فيه التجار لاقتناص فرصة الربح من الزبائن الكثر الذين يتهافتون عليها متناسين في بعض الأحيان أسعار السلع في سبيل من يحبون. ..
عيد الحب نحن في الإسلام لا نحتاج إلى عيد حب , لأن المفروض أن تكون أيامنا كلها حبٌا في حب ، فلماذا يخصص يوم واحد فقط للحب ؟
إن معنى ذلك أن بقية الأيام قابلة أن تكون أيام كراهية , فنحن نحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ونحب الوطن والوالدين والأهل والأبناء والأصدقاء والشمس والقمر والهواء والماء والبرتقال والتفاح وكل شيء جميل بديع مباح ، ولكن الذين خصصوا يوماً للحب جعلوه مهرجاناً باهتاً سمجاً بلا روح ولا رسالة ، فهم مهتمون بإهداء الحب للقطط الوديعة والكلاب الأليفة ، بينما قنابلهم تحصد الأطفال والشيوخ وتهدم المنازل والجسور في فلسطين وسوريا وألوطن العرب ..
إن من يجعل يوماً للحب عليه أن ينـزع من ذهنه فكرة العلو في الأرض والهيمنة على البشر والانفراد بالقرار والاستبداد السياسي ، فليس في الناس من له دم أزرق والبقية دماؤهم حمراء مستباحة ، وقد انتقلت إلينا في الشرق عدوى عيد الحب فتجد الزوج الظالم يحمل باقة زهور في عيد الحب ليهديها لزوجته التي نكّل بها وأذاقها الأمرّين ، وتجد الزوجة الظالمة الى زوجها تحمل باقة زهو في عيد الحب هدية لزوجها , وتجد الأصدقاء يهدي بعضهم بعضا بطاقات المعايدة في عيد الحب وهم متقاطعون متباغضون ..
لكنه التقليد الأجوف والتشبه الأرعن ، لا بد أن نجعل السنة كلها سنة حب من أولها لآخرها , فنحب الله ونؤمن به ونطيعه ـ سبحانه , ونحب رسوله صلى الله عليه وسلم ونتبعه ونهتدي بهداه ، ونحب الوالدين فنبرَّهما ونرضيهما ، ويحب الرجل زوجته فيعاملها برحمة ومودة وإنسانية ، وتحب المرأة زوجها فتعيش معه في وفاء وصفاء واحترام ، ويحب الأب أبناءه فيتلطّف بهم ويربيهم تربية حسنة ، ويحب الإنسان إخوانه في الإنسانية فيرعى حقوقهم ويجتنب الإساءة إليهم ، ويحب الحاكم شعبه فيرفق بهم ويعدل فيما بينهم ,
الحب ممارسة عملية وأخوّة إنسانية وليست شعارات زائفة ومظاهر خدّاعة ..