لقاء الرئيس يبث الاطمئنان...

بث الرئيس عبد الله النسور والطاقم الوزاري المعني بنتائج مؤتمر لندن الدولي للاجئين السوريين الاطمئنان خلال لقاء ضم رؤوساء التحرير والكتاب امس، فقد عرض تفاصيل مهمة فيما يتعلق بملف اللاجئين السوريين في الاردن، وخارطة الطريق التي رسمت دون الاضرار بالاقتصاد الاردني الذي تحمل كثيرا خلال السنوات الخمس الماضية، وان التفاصيل الدقيقة التي عرضت تشير الى ان العمال الاردنيين لن يتأثروا كثيرا من البرامج التنموية التي طرحت، فالاولوية للاردنيين، وان المهن المغلقة امام الوافدين واللاجئين ستبقى مغلقة، اما المهن وفرص العمل التي يعزف عنها الاردنيين ستكون الاولوية للسوريين ومن ثم الوافدين من الجنسيات الاخرى.

وخلال المؤتمر تم تسجيل عزيمة افضل للمانحين للنهوض بهذا الملف وتوفير التمويل المطلوب ولو جزئيا، اي بشكل او بآخر لا يجوز ترك الاردن وحيدا تحمل هذه الاعباء المتفاقمة وهذه رسالة مهمة قدمها الملك بشكل واضح للمجتمع الدولي، وتم تسجيل ذلك من خلال التعهدات الدولية لاسيما جهود صندوق النقد الدولي في تمكين الاردن الحصول على قروض دولية ميسرة تصل الى 5.7 مليار دولار للسنوات الثلاث 2016/ 2018، بكلف تمويل منخفضة جدا تصل دون 1%، ولفترات طويلة تتراوح ما بين 20 الى 25 عاما، وهذا من شأنة ان يخفض تكاليف خدمة الدين العام، ويمهد الطريق لادارة الدين العام بشكل افضل.

اما تخصيص نحو مليار دولار لبناء وتجهيز المدارس لاستقبال ابناء اللاجئين السوريين، سيتم التعامل معه بمهنية من حيث توزيع المدارس الجديدة في مناطق تخدم الطلبة السوريين ولاحقا يستفاد منها في المملكة عندما يعود السوريين الى بلدهم، وفي نفس الوقت ان انفاق مثل هذا المبلغ خلال فترة قصيرة سيساهم في توليد عشرات الالاف من فرص عمل مؤقتة، وتؤدي الى تحسين النشاط الاقتصادي بشكل عام.

وضمن المنح الاضافية والمخصصة دعم الموازنة بمبلغ سنوي قدره 300 مليون دولار للسنوات الثلاث المقبلة يساهم في تحسين اداء الادارة المالية وتخفف الاقتراض المحلي الذي بدوره ينعكس ايجابيا على قدرة القطاع الخاص للحصول على التمويل، وهذه الانجازات مهمة وتستدعي متابعة اردنية مع الدول المانحة التي عبرت عن التزاماتها تجاه الاردن لمواصلة القيام بدورة تجاه اللاجئين السوريين.

يمكن القول بثقة انه بقدر ما يساعد المجتمع الدولي والمانحين يستطيع الاردن مساعدة اللاجئين، والامل يحدونا بأن يكون التنفيذ لقرارات مؤتمر لندن الدولي الذي مزج بين السياسية والعون للاجئين السوريين افضل من المؤتمرات واللقاءات الدولية والاقليمية السابقة التي وعدت بالكثير والتزمت بالقليل.