هل حققنا التناصف حقا؟!
التجوال دون شوائب ليس محفزا كافيا للحديث عن قضية مهمة تترأسها المرأة بكلّ فخر وتواضع، حيث أنه من الطبيعي ان تحتل المرأة اكثر المقاعد في هذه البسيطة دون تحكم منها او قرار فلسنا نحن من نطغى على الجينات الوراثية لكي نحول مع أو ضد قتل "الكرموسوم" الذكوري ( y ) لذا أنصح المتجولين الحفاظ على الجنس الأخر (الرجال) في ظل انتشار العولمة، وفقرنا للمنتجات البحرية وكلّ ما يختص بتكثير العنصر الذكوري.
نحن لا ننكر فضل الله علينا بأن منّ علينا بنعم متعددة أولها تكريمنا كنساء، والدعوة للرفق بنا من منطلق حساسيتنا، كما دعا لحسن معاملتنا، وتكريمنا، وسترتنا وغيرها الكثير. لكن ما ذنبنا إذا كان العنصر الذكوري لا ينفذ حكم الله وشرعه ويعدل عنه بحجة عدم قدرته على فعل الأشياء البسيطة التي ذكرت بالكتب السماوية كافة كحقوق لنا؟
رغم ان النص القرآني ورد فيه ان المرأة "خلقت من ضلع أعوج" وهذا المقطع تحديدا يؤوله الرجال بصورة خبيثة، إلا أننا اثبتنا للمجتمع أننا قادرات على تحمل أضعاف طاقتنا، ولدينا عطاء مضاعف، وحب أغزر، وقدرات مشاعرية أكبر، كما أننا نمتلك طاقات جسدية عظيمة، وتمكنا من اثبات أنفسنا في المجتمع وسوق العمل بصورة ممتازة.
أمّا بالنسبة لحادثة الشعراوي فإن العديد من الأقوال ومنها مذكراتها ترجح أنها خلعت النقاب أو ما يدعى (بالبرقع) عن وجهها لأنه يطمس هوية المرأة في المجتمع من ناحية المظهر، وان الأمر يعود لأن المجتمع في زمن هدى الشعراوي كان شبه ملزم للمرأة بإرتداء البرقع. وليس هنالك أي عيب في المطالبة بحقوق أي امرأة، فالإسلام دعا للتعليم والعمل والعبادة بشكل عام؛ والأمر لا يقتصر الذكور فقط.
وإذا كان المجتمع فقد العديد من الرجال إثر الحربين العالميتين فلماذا لا تعمل المرأة بدلا من ان تموت من الجوع؟ لماذا لا تدرسُ المرأة وهي من تتكفل ببناء المجتمع وصنعه؟ فهي مربية الأجيال ولا خلاف على هذه النقطة أبدا.
والمساواة من وجهة نظرنا تتمثل في منحنا كافة الحقوق دون عدول أو تقصير ونحن كنا وما زلنا نطالب ولكن الأعراف المجتمعية في الوقت الراهن أصبحت أقوى بكثير من الدين. وبعض الأحكام غير منصفة البته، وإذا تطرقنا لأحدها (فان نص المادة "308" من قانون العقوبات الأردني الذي ينص على: إذا عقد زواج صحيح بين مرتكب إحدى الجرائم الجنسية ( جرائم الاغتصاب وهتك العرض والخطف والإغواء وخرق حرمة الأماكن الخاصة بالنساء) وبين المعتدى عليها أوقفت الملاحقة، وإذا كان صدر حكم بالقضية علق تنفيذ العقاب الذي فرض على المحكوم عليه." فعن أي مساواة تجاوزناها تتحدثون؟
ومن الجدير قوله في حضرت قوامكم، أنكم من يتمتعون بحق الزواج والطلاق وبيدكم كلّ العِصم -إلا من رحم ربي- فلماذا نسهم في بناء منازلكم و (تعفيشها) وعندما تتاح لكم الفرص ستملؤون أصابعكم بخواتم الزواج الأربعة محللين ما تشاؤون ومحرمين ما تشاؤون بداعي هذا ما أُحل لنا في الكتاب الكريم، دون التفات للأسباب والضرورات وغيرها. وإذا أُتيح لكم المجال فإنكم ستبدؤون بمناكفة إحدانا وتعكير صفوها بعبارة (بتزوج عليكي)، فأي نوع من العون تريدون ونحن نعمل ليل نهار في المنازل وخارجها ونجلب المال ونساهم في المصاريف الأسرية، أم ان الطمع يعمي البصر!.
لم يتبقى لكم سوى موضوع المهر الذي لا يتجاوز ( 5-7 ) الآف لتمضغوه بأفواهكم ليل نهار مصدرين أصوات تنفيريه تدعوا لقولبة المرأة فيكم وسكبها بقوالبكم. وبعد هذا الحديث كم نحتاج من المهور لتتمكنوا من سدّ تعبنا؟
*انتظروا مادتنا القادمة في عدد مجلة نفرتيتي #زاوية_ابيض_واسود المعنية بالمرأة والرجل وحقوقهما