سمو الاميره هيا تكتب عن والدتها
الملكـــــــــــــــه علياء
من زياد البطاينه
تعجّبت، وسألته، ألا يا قلمي المسكين، أتهرب منّي، أم من قدري الحزين.. فأجابني بصوت يعلوه الحزن والأسى، سيّدي، تعبت من كتابة معاناتك، ومعانقة هموم الآخرين، ابتسمت، وقلت له: يا قلمي الحزين، انترك جراحنا، وأحزاننا دون البوح بها، قال: اذهب وبُح بما في أعماق قلبك لإنسانٍ أعزّ لك من الرّوح، بدلاً من تعذيب نفسك، وتعذيب من ليس له، قلب أو روح، سألته، وإذا كانت هذه الجراح بسبب إنسان هو أعزّ من الرّوح، فلمن أبوح..؟ فتجهّم قلمي حيرة، وأسقط بوجهه عليّ ورقتي البيضاء، فأخذته، وتملّكته وهو صامتٌ، فاعتقدت أنّه قد رضخ لي، وسيساعدني في كتابة خاطرتي، فإذ بالحبر يخرج من قلمي متدفّقاً، فتعجّبت!.. ونظرت إليه قائلاً: ماذا تعني.. قال:
سيّدي ألأنّني بلا قلب ولا روح، أتريدني أن أخطّ أحزان قلبك ولا أبكي فؤادك المجروح
اللهم تجاوز الله عنك يا من كنت قريباً من
الناس ، حبيبه للجُلاس ، لطيفه مع
الصغار والكبار حتى أحبك الجميع
واحترموك ؛ فلما سمعوا بنبأ وفاتك
بكتك الأعين ، ودعت لك الألسن ، وترحم
عليك من عرفك ومن لم يعرفك
يا رب خُـذ منا دعـاءً مخـلصـاً يا من يُجيب فلا يخيب دعاءُ
ندعوك وسِّع قبـرها وأغسله با لبرد الذي غُسلت بـه الشهداءُ
وارحمها يا رحمن واجعل قبرها روضـاً فـإن العفو مـنك عـزاءُ
الملكـــــــــــــــــــــــه علياء
بقلم سمو الاميره هيا بنت الحسين
كان والدها يشببها بالصبي
عثرت على هذا المقاالة التي نشرتها مجلة بيبول عن والدتي
عندما كانت في نيويورك بينما كان جدي في منصبه الاخير في الامم المتحدة
.........على الرغم من ان والدها يشبهها بالصبية الا ان علياء طوقان ذات الاثنين والعشرين ربيعا تبدو وكأنها عارضة ازياء حيث تتمتع ابنة السفير الاردني لدى الامم المتحدة بهاء الدين طوقان بحضور مميز وعقلية منفتحة اضافة الى حيويتها وتقيم في شقة ونستون بليس التي يملكها السيد جين زنوني وزوجته حيث كانت ابنتهما يولا قد التقت بعلياء قبل عامين في روما عندما كانت تتلقيان علومهما في جامعة لويولا في شيكاغو
وتقول علياء التي يعني اسمها ( التحليق عاليا ) عن خصال الصبية التي تتمتع بها بأنها تحب العاب الفتيان مثل كرة القدم وكرة القاعدة اضافة الى ممارستها السباحة و ركوب الخيل وكرة المضرب
وتتابع بأن لديها شقيقا اكبر يعمل كطبيب في الجيش الاردني و شقيقا اصغر يدرس الفيزياء النووية في انكلترا الا انها كانت دوما بمثابة صبي في العائلة غير انها تشير الى ان لا ضير من ان تكون مثل الصبية لبعض الوقت طالما انها تعرف كيف تتصرف كسيدة مجتمع
على الرغم من انها تقيم في الولايات المتحدة الامريكية منذ نيسان _ابريل الماضي الا انها تعتبر زيارتها الثانية الى تلك البلاد حيث اقامت هناك عندما كانت في التاسعة من عمرها حيث كان والدها قد تولى منصبه الدبلوماسي الاول في الامم المتحدة ويقيم ال طوقان في شقة بالقرب من مقر الامم المتحدة و على الرغم من ان منزلهم اساسا في العاصمة الاردنية عمان الا ان علياء ولدت في القاهرة واقامت في انكلترا و تركيا وإيطاليا وتلقت علومها في مدارس انكليزية
لاتتردد بعمل أي شيء تؤمن به وترى من المهم معرفة كل الشعوب التي تشاركنا في العالم
وتعبر علياء عن ادائها بصراحة لا متناهية فهي تقول بأنها لا تعير اي اهتمام لما يظنه الناس مهما طالما انها تعرف بأنها تتصرف بشكل سليم وتتضمن بعض آرائها بشكل خاص المرأة التي تتكلم كثيرا ولا تفعل شيئا مفيدا مستشهدة بما رأته اثناء جولاتها في روسيا عندما رأت النساء يشاركن في بناء البيوت وحراثة الحقول بينما لم تشاهد اي مناصرات حرية المرأة في الغرب يقمن في هذه الاعمال الشاقة الا انها لن تتردد في عمل اي شيء تؤمن به صادقا
وتقدر علياء حريتها الشخصية كونها غير مرتبطة بعد حيث تقول انها قد تلتقي برجل وتهيم به حبا وقد تريد الارتباط به زواجا الا ان امامها الكثير لتفعله وتراه قبل ذلك الارتباط وترى علياء ان اولوياتها الاولى هي وظيفة تدرعليها اموالا تكفي للاستمرار في رحلاتها حول العالم فمثل الكثير من قريناتها ترى علياء ان (من المهم التعرف الى الشعوب التي تشاركك في هذا العالم وتفهمها )
لقد تربت والدتي مثل اي فتاة عربية في بيت امن ملئ بالحب وبان الامر ضروريا لجمع شمل عائلة اكثرت من التنقل والترحال في فترة طفولتها
تروي هيا ابنة علياء حياة جدها وجدتها ..
كان بهاء الدين طوقان سكرتير في رئاسة الوزراء وكان من ضمن الوفد الذي ارسله عبدالله الاول نيابة عنه في للتفاوض مع بريطانيا من اجل استقلال الاردن
تزوج جدي من جدتي حنان طوقان التي تنحدر من اسرة هاشم التي تعود نسبها الى جعفر الطيار وتعود اصول جدي الى مدينة نابلس وجدتي هي ابنة اخ ابراهيم باشا الذي كتب الدستور الاردني ومناصب عدة في رئاسة الوزراء
اما جدي ف استلم منصبه الدبلوماسي الاول كقنصل عام للقدس قبل ان يصبح سفيرا لدى القاهرة حيث ولدت والدتي وقد التقاها والدي عندما كانت تبلغ من العمر عاما واحدا بينما كان يبلغ الثالثة عشرة وهو في طريقه للانتساب لكلية فكتوريا لتلقي علومه كما انه لعب معها في طفولته كثيرا عندما كان يقيم في مبنى السفارة اثناء عطلات نهاية الاسبوع
بعد ذلك اصبح جدي سفيرا في تركيا قبل ان يعود وعائلته الى عمان كنائب في وزارة الخارجية حيث غادر بعدها لمدة ثلاثة سنوات عمل خلالها سفيرا في لندن
حياة العمل لم تفكك ترابط الأسرة
بعد ذلك اصبح جدي السفير الاردني الاول لدى الامم المتحدة ثم عمل سفيرا في ايطاليا لخمس سنوات ونص السنة قبل ان يعود مجددا الى الامم المتحدة في نيويورك واختتم حياته المهنية كعضو في مجلس الاعيان لثلاث دورات قبل ان يتقاعد في اوائل الثمانينات القرن الماضي وطوال فترات ترحاله عمله كانت جدتي حنان طوقان وخالاي علاء وعبدالله ووالدتي يرافقونه دوما
كانت والدتي تقول لي دوما بأنها من عائلة وثيقة الترابط حيث ان عائلة على هذه الشاكلة وحدها يمكن ان تربي امرأة واثقة من نفسها كان شقيقاها المختلفان تماما عن بعضهما البعض يحبانها حبا جما اضافة الى انهما عاطفيان ومتعلمان الى درجة عالية فقد كان علاء افضل الاطباء في العالم بينما كان خالي عبدالله فيزيائيا نوويا متخرجا من معهد ماساشيوستس للتقنية ومن واضعي اسس تقنية المعلومات في الاردن
لقد كانا من الناس الذي يعتمد عليهم حيث كان جدي يعتمد عليهما كثيرا بعد وفاة جدتي وعنما كانت الامور تسوء فأنني اتذكر ساعات الصباح الباكرة عنما يغفو والدي ع الكنبة بينما يعمل خالي عبدالله على كمبيوتره لإتمام النسخة الاولى من معاهدة السلام الاردنية _الاسرائيلية ولا يهمني من يدعي بأنه عمل على اخراج تلك النسخة الاولية من المعاهدة الا انني اعرف بأنه حتى في بيوت الملوك والرؤساء فان هناك أناسا اشداء سمكن الاعتماد عليهم في طلب المساعدة في دجى الليل والعمل حتى الساعات الاولى من الصباح لإنجاز ما يجب انجازه هذا معدن الناس الذين رباهم حنان بهاء الدين طوقان والذين يمكن الاعتماد عليهم في وقت الشدة لإنجاز المطلوب
هيا: والدتي كانت قرة عين جدي..
- لقد كانت امي قرة عين جدي فأحبها اكثر من اي شيء اخر قد كنت الاحظ ذلك عنما كنت طفلة حين كان يتحدث عنها في غيابها بطريقة ترسم ابتسامة خاصة على محياه ويسرح بفكره كأنه يتحدث عن صديقة كما هي له ابنة وبمثابة حب حياته وقد اخبرتني جدتي ذات مرة عندما كنا نتحدث عن وفاتها كيف انها تغيرت في اسابيع حياتها الاخيرة حيث فقدت الكثير من وزنها كما انها كانت تدفع بنا انا وعلي وعبير الى حضن جدينا كلما اجتمعنا فقد كانت قلقة بأن شيئا مروعا سيحدث وكنا نعتقد بأنها تفكر بأن ذلك الشيء سيصيب والدي الذي كان يعيش دوما في دائرة الخطر الا انها عنما توفيت والدتي قال جدي لأبي بأن علياء وهبت حياتها له وان لا احد كان قادرا على ذلك سواها وعلى قدر ما اعرف نوعية الرجال من معدن جدي فإنني اقدر مدى المعاناة التي كان يمر بها عندما نطق بتلك الكلمات التي كنت اعرف ما يعني بها من رحمة لروح والدتي على الرغم من الالم الذي كانت تلك الكلمات تعني له ويبدو لي انني احسر القراء على الرغم من انني اريد فقط ان اخبرهم عن التربية التي يمكن ان تصنع ملكة فدعوني اسرد عليكم تسلسل حياتها:
جاءت والدتي الى الدنيا في الخامس والعشري من كانون الاول _ ديسمبر 1948 في القاهرة انتسبت الى الكثير من المعاهد الدراسية حسب تنقل جدي في مناصبه الرسمية وتخرجت اثناء عمله في ايطاليا جامعة لويولا بإجازة في العلوم السياسية وحصلت على الماجستير في التجارة بتخصص رئيسي في العلاقات العامة وفرعي في علم النفس من كلية هنتر في نيويورك عندما كان والدها هناك
التقت بوالدي في حفل زفاف في الاردن بينما كان جدي في منصبه بين روما ونيويورك وعنما عاد جدي وعائلته بعد عام ونصف العام الى الاردن عملت والدتي في دائرة العلاقات العامة في الخطوط الملكية الاردنية بعدها بستة اشهر تمت خطبة والدي التي استمرت لأربعة اشهر تزوجا بعدها في حفل صغير في عمان و من ثم جرى تغيير اسم والدتي من علياء بهاء الدين طوقان الى الملكة علياء الحسين حيث تم زفافهما في 24 كانون الاول
عبير.. الطفلة الأولى بالتبني للملكة علياء..
_ديسمبر 1971 وفي عام 1973 حملت والدتي بي حيث كانت في اشهر حملها الاولى فتألمت من ضرس العقل بينما كان والدي في لندن وحين كانت والدتي تتعالج في مدينة الحسين الطبية سمعت من بعض الممرضات عن طفلة ادخلوها الى وحدة العناية المركزة حيث كانت ووالدها الناجيين الوحيدين من حادثة سقوط طائرة (توبوليف ) سوفياتية الصنع على منزلهما الذي يقع بالقرب من المطار ولم يصب الاب بأذى بينما بقيت الطفلة عبير ذات الستة اشهر لمدة اربعة ساعات تحت ركام المنزل وحطام الطائرة قبل ان ينتبه عمال الانقاذ الى انها على قيد الحياة فهرعوا بها الى المستشفى وبقيت طوال اسابيع دون استجابة للعلاج واصيبت كذلك بالحصبة وذات الرئة وبعد ان زارتها والدتي مرات عدة سألت الاب عن خططه بالنسبة لأبنته فقال بأنه سيعرضها للتبني حيث انه لا يستطيع العناية بها لوحده وعندها سألته والدتي ان كانت تستطيع هي ان تبناها فما كان من والد الطفلة عبير الا ان اجهش بالبكاء على كتف امي طوال ساعتين وانتقلت عبير بعدها للإقامة في القصر وعلى الرغم من ان الوليد الاول لوالدي لم يكن قد قدم الا ان كانت عبير بالنسبة اليهما الطفلة الاولى وبعد ذلك وفي ايار مايو ولدت انا وبعدها بعام ونصف العام ولد اخي علي في ديسمبر 1975
تكمل هيا روايتها..
كانت امي تمتلك سوارا عليه اسم الحسين حيث قامت هي بتصميمه واشرفت على صياغته وكان السوار عبارة عن اسطوانات منقوش على علي احداهما اسم ابي وتاريخ ميلاده وعلى التالية عبير ثم علي وانا اما عن الاسطوانة الاخيرة اسمها وتاريخ ميلادها كنت احيانا اسألها عن سبب حملها ذلك السوار فتقول لي لأنه عائلتنا وعندما كنت اسألها عما سيحصل ان رزقنا بأخوة او اخوات اخرين فتبتسم لي وتقول (( هذه عائلتنا )).
وأتذكر مرة أني سألتها عن أسباب نقش اسمه اعلى ذلك السوار على الرغم من انها الوحيدة التي تحمله واذكر انها اجابتني ذلك اليوم بانه قد يأتي اليوم الذي قد فيه احمله وعندها سأتذكرها …. من الغرابة بمكان كيف تبدو كلمات من يتوفاهم الله احيانا وكأنها تتنبأ بما سيحدث
بيت دافئ
لقد كان القصر الذي حولته والدتي الى بيت دافئ حقاً وقد كانت تعمل جاهدة في منصبها كملكةعلى الرغم من انها عملت بدافع الحب لا الواجب حب كل الناس الذي ورثته من والدي حيث كانت تعمل كأبنة وأخت للأردن لا ملكة مترفعة تحكم رعاياها بل على العكس تماماً كانت ابنة ريح و تراب وشمس الأردن كانت امرأة تعلم زوجها بآلام شعبه لا بكيفية حكمه فحسب
وبسبب ممراتها لدى الملك كانت دوما تسعى الى مساعدة الناس وبذلك كانت تقوم بمساعدته اما بصفتها كأم وزوجة فان وضعها كملكة لم يكن مهما فقد كانت تدخل وتخرج الى المطبخ وتتحدث مع عمالها وعائلاتهم وهمومهم ، اما في فترات بعد الظهر فقد كانت مُلكا لنا حيث كانت تصرف الخدم والحشم الا عندما يكون هناك زيارة رسمية لقد كان الحب والضحك يأمرنا بيتنا الذي كانت تؤدي فيه دورها كزوجة وأم ولم تكن تتردد في في مد يد المساعدة لمن يطلبها ولم ترفض طلبا لأحد بدافع الحب الذي كان في قلبها الكبير لكل من أراد دخوله بصرف النظر عن ماهية الطلب او الطالب
وعلى الرغم من تواضعها كانت صاحبة كبرياء غير متكلف يبدو لك في مشيتها وحركتها منذ صغرها وهو نفسه ما تراه جدتي حنان بهاء الدين طوقان حيث كانت العين ترقبهما دوما اذا ما دخلتا الى مكان ما ولم يكن ذلك بسبب جمالهما فحسب بسبب تلك الجاذبية العلية التي كانت تتناقض في بساطتها وتعقيدها وهشاشة تغلف امرأة شديدة الحق بحق وروح دعابة تلامس شفاف القلب وجمال أخاذ يعمل كدرع لذكاء متقد يمكن ان يجاري أشد السياسيين حنكة في اي حوار ونقاش
لقد كانت تتمتع بلمسة ملكية حتى قبل ان تتبوأ ذلك المنصب وهو الذي حدا بوالدي الى ان يقول بأن (( علياء كانت ملكة قبل ان اتزوجها وأجلسها على العرش لتكون ملكة على البلاد ))
وهذه الصفة دفعتها الى عمل الكثير حيث كانت تركز ع الصعيد الوطني لقد كانت تؤمن بأنها كانت ملكة لكونها متزوجة من رجل العظيم والملك يجب ان يكون وحده ظاهرا للعيان وان دورها منوط بإطار محلي حيث كانت تعتبر الشعب كابنائها وامتداد لبيتها
اما الشأن الدولي الوحيد الذي كانت منشغلة فيه فقد كان دعمها للمنتدى المرأة العربية حيث صاغت هذا الدعم من خلال وضع معادلة مفادها ان المرأة يجب ان تكون قادرة على إعالة نفسها من خلال مشاريع ووظائف وأدوار تكون مقبولة في المجتمع العربي
وقد كان من جوانب الاهتمام لديها الطفل وتقنية العناية الصحية وإدارة المستشفيات وتأهيل المنشآت الطبية في الأردن لجعلها رائدة في المنطقة لقد كان ذلك حلمها الذي ماتت من اجله وكان انشاء مركز القلب في مدينة الحسين الطبية التبرع السخي من جلالة السلطان الملك قابوس احد ثمرات جهدها الامر الذي حدا بوالدي الى اعادة تسميته باسمها بعد وفاتها كمركز الملكة علياء للقلب الذي يبقى من أفضل مراكز عمليات القلب المفتوح في المنطقة والعالم بأسره
وكانت الملكة علياء أيضاً وراء حركة نهضة ثقافية عظيمة أسهمت في تسليح الهيئات الخيرية بغرض الاعالة الذاتية من خلال انتاج المصنوعات اليدوية وبيعها بدلا من الاعتماد على التبرعات السخية ولكن الغير مستمرة . وقد قامت في العام عينه الذي توفيت فيه بتأسيس ودراسة فكرة انشاء مهرجان جرش للفنون حيث كانت الفكرة أصلا لإقامته في مدينة البتراء الاثرية الا ان صعوبة المواصلات منها واليها و حجم المشاركات والحضور الذي كانت تخطط له دفعها في نهاية الامر الى اختيار مدينة جرش لإقامة المهرجان الا ان المنية وافتها قبل إتمام المشروع وقام الملك حسين في نهاية المطاف بالطلب من الملكة نور بترجمة الفكرة الى حقيقة
اضافة الى ذلك لم يعطيها الموت الفرصة لتحقيق جهودها في مجال الصم والبكم والأبحاث الخاصة به اضافة الى انشاء صندوق للفقراء في الأردن وهو الامر الذي لم ير النور في حياتها حيث عهد والدي الى سمو الاميرة بسمة بإنشاء الصندوق باسم والدتي ليبقى حيا في الأذهان وقال ان صندوق الملكة علياء يضمن بان الملكة تعمل جنبا الى جنب الناس الذي أحبتهم حتى بعد وفاتها
قد حاولت ان ارسم لكم ملامح التركيبية الخاصة لشخصية والدتي التي كانت تمثل كل ما تعنيه من رفعة و سمو بينما كانت بالوقت عينه ملكة لكل الناس حيث ما لنا انا وعلي وعبير نشعر بكل ذلك في ذكرى وفاتها عندما تحطمت بها طائرة عمودية كانت عائدة بها بعد زيارة قامت بها الى مستشفى الطفيلة لا نزال نشعر بكل ذلك لان الناس تحبنا قبل ان تعرفنا وعندما نسألهم عن السبب يكون الجواب واحدا دائماً لأننا أحببنا علياء وتحدثت ذات مرة لوالدي عن هذا الامر فما كان منه الا ان ابتسم بحزن وفكر مليا ً عندما سألته عن سبب حبه لها فقال : (( أحببتها للسبب عينه الذي احبها لأجلها كل الناس … لقد كانت ملاكا