الواقع وارتباطه بالخيال ...!!!
كلنا يعلم ان آلية عمل العقل البشري تجعله يستقبل ويحتفظ ويتذكر المعلومات وهذه العمليات مرتبطة ارتباطاً تاماً بالصحة العقلية اولاً كما وانها لا تتم الا في واقعنا الذي نعيش فيه بما يحمله من تداعيات وظروف وازمات لصنع عالماً جديداً وهمياً اسمه الخيال فلا شيء يأتي من لا شيء او العدم فالاطفال يستطيعون وصف او تخيل شيء لم يروه قط والعقل لا ينسى ابداً اي تفاصيل تأتي اليه مهما كانت صغيره ويحفظها جيداً ثم يتذكرها في اوقات محددة ولا احد يستطيع ان يحدد مدى صلاحية ذاكرتنا او توقفها عن العمل الا عند تلفها في سن متأخرة من العمر وهناك عدة انواع من الذاكرة هي الذاكرة البصرية والسمعية والزمنية .
فمن منا لم يشاهد النازحين من فلسطين الى الاردن ومن منا لم يسمع الاغاني واهازيج نداء العودة والزمن المرتبط بهما فخيالها مرتبط بكل ما سبق الاستقبال والحفظ والتذكر والتخيل وما ان نشاهد بنزوح جديد من اي دولة مجاورة حتى ندمج في خيالنا معطيات جديدة لتصبح صورة مطورة من واقعنا بكل ما تحمله من تداعيات وظروف وصعوبات ومعوقات وعوامل نفسية مؤثرة في الواقع المجتمعي وطريقة التعامل معه دون ان نحاول الهروب من مواجهة الواقع الاليم وما يحمله من اعباء ترهق كاهلنا وتذكرك الهجرات والنزوح الجديد بالنزوح القديم في ماضٍ مؤلم كل ذلك في بلد يعاني من الفقر والبطالة وعدم الامكانيات لتحمل اعباء جديدة تزيد من حالتك سوءاً خاصة ان لم تكن مهيأً لذلك فتعاقب الحكومات وعدم رسم خيال لصورة واقعية من الممكن ان تحدث يوماً والاستعداد اليها سينعكس عليك سلباً وستكون كافة الحلول على حساب ابناء الوطن المعيشية والعملية والثقافية والتربوية في ظل عدم وجود ادارة للازمات متخصصة بالتعامل مع تلك الهجرات والنزوج وعدم الاستعداد لتوفر الامكانيات فان كل المؤتمرات التي تمت لمساعدة الدول المستقبلة لتلك الهجرات من اجل الدعم لم تستند على حقائق ومعلومات محضر اليها مسبقاً يتناول كافة المعطيات والاحتياجات الخاصة بالمخيمات من بنية تحتية كهرباء وماء وطرق ومستشفيات ومدارس وملاعب وصالات ايواء ومساكن مهيأة لكافة الظروف وامن وحماية ومنطقة صناعية للانتاج ومراكز تدريب وتأهيل وغيرها الكثير كل ذلك لأن عقولنا لم تتخيل في يومٍ ما ان يحدث ذلك وبذلك الحجم لذلك كان تواجدنا في المؤتمرات بالشكوى من التبعات بعد استقبالنا لهذا النزوح المستمر وليس املاءنا للشروط قبل النزوح ليكون العبء الاكبر على الدولة وخططها التنموية ودون ان يكون الاستقبال مشروطاً دولياً ليكون الدعم وعوداً ووعود غير مشروط والحلول مشروطه على حساب ابناء الوطن في التعليم والصحة والتدريب والعمل والسكن وغيرها فالى متى سنبقى غير متعلمين من دروس ماضية ولا نرسم في عقولنا وخيالنا اي صورة من الصور النمطية للظروف والازمات المستقبلية فهل هو سوء تخطيط وسوء استعداد ام هو الارتجال ام هو العامل العمري للمسؤول وعدم قدرة العقل عن رسم تلك الصورة للازمات باشكالها وانواعها واساليب التعامل معها .