عودة الاتصالات بين الأردن وحماس و أمن الدولة تفرج عن متهمين بـ'قضية حماس' و حكومة غزة ترحب بدور أردني لإنجاز الحوار .

أخبار البلد- علم اليوم، أن قيادات في حركة حماس التقت خلال الأيام الماضية مسؤولين أمنيين في عمان؛ للتباحث في مجدا من حماس التي اكدت ، أن المسؤولين في المملكة أبدوا استعداداً للتدخل في سبيل إتمام المصالحة، الأمرلف المصالحة بينها وبين حركة فتح.
مصادر مقربة  الذي لقي ترحيبا لدى قادة حماس المقيمين في دمشق.
وأكدت المصادر -التي فضلت عدم الإشارة إليها-، حرص حماس على إقامة علاقات متميزة مع الأردن، مشيرة إلى أن الحركة "رحبت بأي جهد أردني يخص القضية الفلسطينية".
وبحسب معلومات  المؤكدة، فإن القياديين في الحركة محمد نزال ومحمد نصر التقيا قبل عدة أيام بثلاثة من كبار القادة الأمنيين في عمان، وجرى الحديث حول موقف حماس من المصالحة، كما طُرح على الطاولة العديد من الملفات ذات العلاقة.
وتوقعت المصادر تنظيم لقاءات مماثلة بين الطرفين خلال الفترة القادمة، مؤكدة رغبتهما في عدم الحديث عن تفاصيل المشاورات للإعلام، ما يبرر "نفي مسؤول حكومي أمس علمه بوجود اتصالات مع الحركة".
وكانت وسائل إعلام مختلفة أكدت سعي المسؤولين في عمان؛ لفتح باب الحوار من جديد مع حماس، نتيجة للتطورات التي تشهدها المنطقة.
وبحسب مراقبين؛ فإن اللقاء الأخير يهدف إلى تحويل ملف الانقسام الفلسطيني من القاهرة إلى عمان، بعد التغيرات الدراماتيكية التي جرت في مصر، راعية المصالحة.
ويعود تاريخ آخر اتصال أردني بحماس إلى اللقاءات التي عقدها مدير المخابرات السابق محمد الذهبي مع أعضاء بالمكتب السياسي لحماس عام 2008، والتي توقفت بعد إقالة الذهبي أثناء اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي محمد أبو رمان، أن "ثمة دواعيَ أردنية للتفكير في إعادة فتح ملف العلاقة مع حماس، على ضوء المتغيرات الإقليمية الأخيرة، التي قلبت الرهانات السياسية السابقة رأساً على عقب".
ويؤكد أبو رمان لـ"السبيل"، أن "السياسات الرسمية العربية التي عملت على حصار حماس وتقويض مصادر قوتها؛ لم تعد مبررة اليوم، بعد أن ذوت فرصة التسوية بصورة متهاوية خلال الفترة الأخيرة، ومع الحالة الراهنة المتردية التي وصلت إليها حركة فتح".
ويقول: "سينظر بعض المراقبين إلى فتح هذا الملف حالياً بغرابة في ضوء الانشغال بالمعادلة الداخلية، بل والتخبط فيها. لكن لا يوجد تناقض ولا تعارض بين الخطوط الخارجية والداخلية، بل ربما يمنح ذلك الحكومة مصادر قوة أكبر في الشارع وهو يرى دوراً أردنياً إيجابياً مع الأشقاء الفلسطينيين، ما يخفف الاحتقان الداخلي نفسه".
ويرى مراقبون أن المسؤولين في عمان، حاولوا من خلال لقائهم الأخير بـ"حماس"، إيصال رسائل إيجابية لجماعة الإخوان المسلمين التي رفض ذراعها السياسي ممثلا بحزب جبهة العمل الإسلامي، الدخول في لجنة الحوار الوطني، والذي كان أحد محركي التظاهرات الشعبية التي شهدتها المدن الأردنية خلال الأربعة أشهر الماضية؛ للمطالبة بالإصلاح.
ويوضح الكاتب شاكر الجوهري في مقال له على موقع المستقبل العربي، أن المبادرة الأردنية لمصالحة "فتح" و"حماس", تستوجب أولاً إنجاز مصالحة حقيقية بين الأردن والحركة.
يُذكر أن حماس وُجدت في الأردن بشكل معترف به خلال تسعينيات القرن الماضي بعهد الملك الراحل الحسين بن طلال، بيد أن علاقتهما دخلت مرحلة التأزم ومن ثم القطيعة مع سجن وإبعاد قادة المكتب السياسي للحركة مطلع عهد الملك عبد الله الثاني عام 1999.

توقع الدكتور يوسف رزقه، مستشار رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية أن يسعى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى "طلب سحب ملف المصالحة الفلسطينية من مصر"، معرباً عن اعتقاده في تصريحٍ خاص لــ"السبيل" أن يكون "البديل القادم هو الأردن، بطلب عباس من القيادة الأردنية رعاية ملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس".
حديث رزقه جاء بعد زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قبل أسبوعين للقاهرة والتي أكد أنها "لم تكن بالشكل الذي يرغبه عباس"، ولم تحقق الهدف الذي ذهب من أجله إلى مصر، وأضاف أن "القيادة المصرية، ورئيس الوزراء، وأعضاء المجلس العسكري، قد واجهوا عباس بالكثير من الحقائق التي لم ترق له".
زيارة عباس للقاهرة -بحسب رزقة-، هدفت أيضاً إلى محاولة استقطاب الموقف الجديد في مصر إلى صالحه أو رؤيته حول علاقته التفاوضية أو علاقته بحركة حماس، لا سيما موضوع الانقسام الفلسطيني.
وأشار رزقة إلى أن "الدور الأردني في هذه الوساطة مرتبط بطبيعة العلاقة بين حماس والأردن"، وقال:"نحن نعلم أن حركة حماس تمر بعلاقة فاترة قليلاً مع الأردن، بعد خروج قيادة حماس من المملكة"، مشدداً بالقول على أنه "يمكن للأردن أن يلعب دوراً هاماً في هذا المجال، لكن لا نستطيع أن نغفل الدور المصري بالمطلق".
وفي سياق آخر، أقرّ عباس في تصريحٍ صحفي له، بأنه حذر "أوباما" من مغبة التخلي عن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وقال "إن معاملة الرئيس الأميركي "أوباما" لحسني لمبارك لم تكن لطيفة ولم يكن ذكياً في أسلوب تعامله مع الثورة المصرية"، مضيفاً: أنه أبلغ وزير الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، خلال الثورة المصرية أنها لا تدرك عواقب سقوط النظام المصري.
وحول هذه تصريحات عباس تلك قال المستشار السياسي لهنية:"هذا أمر طبيعي ومتوقع، فارتباط محمود عباس مع نظام حسني مبارك، يتجاوز الارتباط الشخصي إلى الارتباط بالمشروع السياسي، بمعنى أن النظام وفر غطاء لعباس على حساب الرؤى الفلسطينية، بالإضافة لتوفير الغطاء الشخصي له أمام من ينازعه الأمر في حركة فتح.
وأكد رزقة أن: "مصر تتشكل من جديد، وهذا التشكل سيُحدث -شأنا أم أبينا-، قطيعة مع الماضي لأن الماضي الذي سجله مبارك على مدار 33 سنة، أفقد مصر دورها القيادي على المستويين الإقليمي والدولي، وهي مؤهلة الآن لاستعادة الدور القيادي في الأمة العربية".
وحول الأثر الذي من الممكن أن تحدثه الثورة المصرية، على العلاقة مع حركة حماس، قال المستشار السياسي لرئيس الحكومة في غزة:"العلاقة مع حركة حماس هي علاقة ايجابية، لأن مصر في عهد مبارك قد عاقبت "حماس" في المستوى السياسي والاقتصادي والمالي، وقد أُعلن العدوان على غزة من قلب القاهرة، وفي عهد مبارك ولم يكن موقف النظام المصري -حينها- يرضي الشعب المصري، ولا الشعوب العربية الأخرى".
مستدركاً بالقول: "لكن وبعد نجاح الثورة المصرية، وجدنا تصريحاتٍ جديدة لوزير الخارجية المصري نبيل اعربي، حينما حذر الكيان الصهيوني من مغبة شن حرب على القطاع، وبالتالي مصر تأخذ تدريجياً مكانها الصحيح، ونحن مطمئنون أن المستقبل سيكون أفضل من الواقع الحالي".
من جانبه أكد مسئول العلاقات الخارجية في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حرص حركته على العلاقة مع جمهورية مصر العربية بقيادة مجلسها العسكري الحالي، مشيراً إلى أن ذلك ما تركز عليه حماس وتطمح إليه منذ فوزها بثقة الشعب الفلسطيني عام 2006.