تسويقنا في غرفة الإنعاش

تسويقنا في غرفة الإنعاش

بقلم: شفيق الدويك

 

يتحدث بعض الكتاب وغالبية الناس عن موضوع التسويق، في الوقت الذي يفتقدون فيه معرفة جوانب هذا العلم الأساسية، وليس لديهم ثقافة تسويقية بالقدر الكافي الذي يبرر أو يعطيهم شرعية التحدث عنه و فيه، مما يجعل أحاديثهم ليست ذات معنى أو حتى قيمة.

وعندما نقول أن التسويق عندنا في غرفة الإنعاش فإننا نقصد ما نقول استناداً إلى معطيات وشواهد محددة، فعلى سبيل المثال فإن أرقام خسائر كثير من المؤسسات (مثل بعض الجامعات) وتواضع عوائد مؤسسات أخرى تعني أن هناك إخفاقات تسويقية خطيرة لا بد من الوقوف عندها ومعالجتها على وجه السرعة من قبل مسوقين حقيقيين مؤهلين وقادرين على القيام بهذه المهمة الوطنية في هذا الظرف الاقتصادي الصعب. 

تعامُــلنا كعملاء مع المؤسسات هنا يعطي مؤشرات بأن العملية التسويقية عندنا عالقة في منتصف الطريق، بعبارة أخرى هي في عنق الزجاجة ولا يمكن تجاوز ذلك من خلال التعيينات لمستشارين بالباراشوت.

علينا أن نتساءل كأردنيين عن جودة منتج موقع البتراء، وعن منتج جامعاتنا، وعن منتج مصارفنا ومطاعمنا، بل جميع المؤسسات الخدمية والتي لا تقترب في غالبية الأحيان من درجة رضى العميل أو توقعاته.

كان التسويق قديماً يركز على بيع منتج، ثم انتقل إلى مفهوم بيع حلول إبتكارية، أي أن المنتج يحتوي على حل لمشكلة أو مشاكل ما يواجهها العميل، أما الآن فإن التسويق الحديث القادر والفعال يبيع علاقات ويهتم اهتماماَ قوياً بمسألة خدمة ما بعد البيع التي نفتقر إليها بصورة مفزعة.

أقول للمهتمين بأن سياسة تنشيف ريق العميل تعني بأن حال التسويق عندنا في غرفة الإنعاش، وإذا رغبت المؤسسات في تحقيق معادلة النجاح عليها الاستعانة بخبراء التسويق الحقيقيين الذين لم يستخدموا في حياتهم قط الهبوط على مناصب بالباراشوت. 

 

همسة في أذن معظم أصحاب المؤسسات: يقدم العاملون لديكم خدماتهم بفوقية وتعالي مدركان من قبل جميع العملاء.