انتفاضة من نوع جديد

صحيح أنّ الانتفاضة الفلسطينية الحالية تعمل بوتيرة أبطأ من سابقاتها، ولكنّ الصحيح أنّها تحمل استدامة أكبر، فالعمليات متواصلة على مدى الوطن المحتل، بحيث لم تخل مدينة أو قرية من تسجيل حالة طعن أو دهس أو إطلاق نار.

وتلك حالة تترك الكيان الصهيوني في حالة استنفار دائم، فهو لا يعرف أين وكيف ستأتي الضربة التالية، وتبقي حالة الخوف على مدار الساعة في الحواجز ومناطق الاحتكاك العادية، بالإضافة إلى الطرق المؤدية إلى المستوطنات، وفي المدن داخل الخط الأخضر أيضاً.

وما يميّزها أيضاً، أنّ الاقتصاد الفلسطيني لم يتوقف عن العمل، وتبدو الحياة عادية، ولكنّ سرعان ما يقفز شاب أو فتاة على جندي أو مجنّدة تلبس شعار نجمة داود فتتمّ عملية طعن، أو يحمل شاب مسدساً ويطلق النار على مجموعة جنود، لتبدأ حالة الذعر المستنفرة من جديد.

كلّ هؤلاء الفلسطينيين الذين يقومون بالعمليات يعرفون أنّهم ذاهبون للشهادة، ويستبقون المسألة برسالة أو بإعلان ما، بمعنى أن الأمر لا يأتي كحالة ردّ فعل آنية على استفزاز ما، وهذا ما يؤكد أنّها منظمة، ويشي بأنّها مستمرة…