اضراب الاطباء اخر ما توقعناه

يتقبل المجتمع الاردني اضراب موظفي البلديات  او الجامعات وغيرهم من المهن التي لا تمس حياة المواطن ولكن لن يتم قبول  اضراب اطباء الصحه لان اضرابهم يتعلق بارواح المواطنين وصحتهم وبالتالي تعتبر خطا احمر لا يمكن تجاوزه او اللعب به تحت اي مسمى فارواح المواطنين اغلى لدينا من المنافع الماديه مع قناعتنا الكامله بعدالة مطالبهم بتحسين مستوى معيشتهم وليس هم وحدهم بل هذا حق لجميع موظفي الدولة باختلاف مسمياتهم الوظيفيه .

ولكن طرح هذا الموضوع في هذا الوقت بالذات هو ما لا يقبل فالاردن يمر بأزمه ماليه كبيره جدا والموازنه لا تحتمل مصاريف اخرى وخاصة النظام الذي يطالب به اطباء الصحه وللاسف نقابة الاطباء على علم كامل بهذه الامور فاستمرار الاعتصام وتصعيده بهذا الشكل  يعتبر وسيلة للضغط على الحكومه  ولي ذراعها للقبول بمطالبهم دون النظر الى الواقع الاردني بشكل وطني وسليم

وفي حالة رضخت الحكومه لمطالب الاطباء سوف يفتح الباب على مصراعيه للمهن الاخرى والتي تعاني بنفس المقدار التي تعاني منه مهنة الطب بأن تقوم بعمل اضرابات والتوقف عن العمل لحين تحسين ظروفهم المعيشية وهذا ما تفكر به الحكومه  لذلك نراها تلتزم الصمت امام هذا الملف الخطير  والمتضرر الوحيد في هذه الدائرة هو المواطن فهناك الكثير منهم قد راجع بعض المستشفيات والمراكز الصحية ولم يتلقى العلاج اللازم بسبب اضراب الاطباء وهناك خوف من ان تكون ردة فعل المواطنين على الاطباء قوية بحيث تحدث مشاكل وحالات اعتداء على الاطباء في حال رفض احد الاطباء معالجة  المرضى.

والغريب في الامر التصريحات التي تصدر من نقابة الاطباء بين الحين والاخر بوسائل الاعلام المختلفه والتي تحمل الحكومه مسؤولية ما يحدث واذكر المقابله الاذاعية التي اجريت مع نقيب الاطباء الحالي  حول موضوع الاعتصام والذي اجاب المذيع برد غير منطقي  وغير مقبول على الاقل برأي الشخصي عندما قال بالحرف الواحد وباللهجه العامية ( شو الي لزك على المر قال الامر منه ) .

ادعو الحكومه الى تفعيل القوانين والانظمه التي تحكم عمل الاطباء ومنه نظام الخدمه المدنيه  والذي ينص في احدى مواده  انه يحضر على الموظف وتحت طائلة المسؤوليه التأديبيه ترك العمل او التوقف عنه دون اذن مسبق وللاسف نرى ان نقابة الاطباء والتي تعمل بموجب قانون هي من تشجع الاطباء على الاعتصام ومخالفة التعليمات وربما معاقبة اي طبيب لا يمتثل لامر الاعتصام ويشارك به وبنفس الوقت تجبر جميع الاطباء على الزامية الانتساب للنقابه .

استمرار الاعتصام والتصعيد الخطير من قبل الاطباء بهذا الشكل يشكل خطرا على القطاع الصحي الاردني وما له تأثيرات بالغه على صحة المواطن وعلى السمعه الطيبه للقطاع الطبي الاردني وسؤالي من يتحمل مسؤولية وفاة احد المرضى بسبب رفض طبيب معالجته اهو الطبيب ام النقابة وما هي ردة فعل اهل المريض اتجاه الطبيب وهل سنشهد قضايا ترفع على الاطباء والنقابة بسبب رفضهم تقديم العلاج للمرضى كونه موظف عام اولا واخيرا ويخضع لانظمة وتعليمات تجبره على تقديم الخدمة الطبية للمريض تحت طائلة المسؤوليه وما هو الرأي القانوني للاستقالات الجماعية التي تقدم بها عدد من الاطباء  وهل سنشهد تحرك حكومي يستند الى القوانين والتعليمات اتجاه الاطباء والنقابه .

مهنة الطب انسانية قبل كل شيء وتتعلق بارواح بشر لا ناقة لهم ولا جمل بما يحدث ومن هذا المنطلق يجب على اطباء وزارة الصحه ونقابة الاطباء التوقف عن هذا الاعتصام و الجلوس الى طاولة الحوار مع اصحاب القرار للوصول الى حلول مقبوله من جميع الاطراف بما يضمن مصلحة الطبيب وصحة المريض.