بالرّوح بالدّم نفديكَ يا أَردُن...؟؟؟!
منطقي جدّاً وشرعي ومبرّر أن يكون هذا الهتاف رسميّاً للأردنيين جميعاً، ويهتفون به في حال مقاومتهم لاحتلالٍ قد تمّ لا سمح الله لإحدى مدننا أو قرانا، وبذلك يكون مُعبّراً ويصدر عن استعدادٍ عفويٍّ صادقٍ للفداء بأغلى ما يملكون من أرواحٍ ودماء...، وليس هناك غيره ما يُثبت أو يضمن ويبرهن صحة ما نشدوا به صوتاً لا فِعلاً، أو أنّ له قيمة ومعنى وليس هتاف فقط، وأنّه محرّمٌ الإنشاد به لأيّ شيءٍ مهما كان عظيماً أو كبيراً، وأنّه لا يجوز بتاتاً حذف اسم الأردن الأعظم والأهم ووضع ما نُريد بدلاً منه وبدون أيّ تقدير أو احترام أو هيبة له...!!!
هذا الهتاف وُجِد لمقاومة الغريب المحتل لما له من أثرٍ بالغٍ في الحماسة والتّحميس للجهاد ضدّه فليس هناك أغلى أو أن يموت المرء دونه مثل وطنه ودينه...، ولم يوجد للهتاف به في حالات ومناسبات (المجاكرة) و (المجاحرة)، وحمّ الرّأس على بعضنا بعضا، أو عند ويوم الزّحف لحضور مباراة بين الأخوة أبناء الجلدة الواحدة الفيصلي و الوحدات وغيرهما، أو بعد مباراة (كلاسيكو) غريبة اليد واللسان والدّين (فما بال الأردنّ لنعرّض باسمه في فوز البارشا أو خسارة الرّيال)؟ وما ذنب الأردن أن يُهتف بفدائه بالروح والدّم من خلال (كبسة زرٍّ) أو نفاق صحفيٍّ أو تملّق مذيع، أو نضوب ملحّنين متسلّقٍين انتهازيين عجزوا ويعجزون لهذه اللحظة أن يُفرحونا بأغنية وطنيّة ويغنّيها معنا غيرنا من العرب كما نغنّي نحن معهم ونحفظ أغانيهم الوطنيّة مثل (ياحببتي يا مصر...، والأغنية الوطنيّة السّعوديّه فوق عالي السّحب... وغيرها الكثير)، أو مطربٍين فاقدي للصوت ولا يملكون سوى شخيراً وجرشاً يخرج كصليات مدفعيّة تُقصف عشوائيّاً هنا وهناك فيقحمون اسم الأردن ومليكه استجداءً واستعطافاً وجلباً للسّامعين من باب المُتاجرة بهما، ويحمدون الله صبحاً ومساءاً على أنّ فارس عوض وتوفيق النّمري وإسماعيل خضر والرّائعين الصّادقين مثلهم قد توفّاهم الله وليستفردوا بنا ويطلبون منّا أن نعينهم ونغني ونطرب معهم ليبنوا بيننا وبين أردننا ومليكنا ردماً من شبه الوطنيّات و العسكريّات بعد أن حسبوا أنّهم ذو القرنين، وحسبوا الأردنيين قوم يأجوج ومأجوج لا يفقهون شيئاً وأنّهم يعبدون الشّمس من دون الله!!!
الله أكبر يا وطن! لقد سلبوا منك هتافك، وعرّوه من لفظتك، ولم يصبح حكّراً عليك، بل أصبح هتافك صالحاً لكلّ ما هبّ ودب...، فقط، المناسبة الوحيدة التي يمكن الاحتفاظ باسمك في هذا الهتاف؛ هي عندما يخوض منتخبنا الوطني مباراة في كرة القدم...، لاحظ مباراة (فطبول) هي ما يجمعنا للهتاف باسمك...، وغير ذلك فحدّث ولا حرج...، ديانا كرزون ظهرت على المسرح لتغنّي...، بالرّوح بالدّم نفديكٍ يا كرزون، دولة رئيس الوزراء ابتسم لنا أثناء مروره...إذن بالروح بالدّم نفديك يا بخيت ويا عديله...، بشّار بني ياسين (وقِع لحاله) في الملعب...، بالرّوح بالدّم نفديك يا بشّار، النّائب يحي السّعود يستنتف لحية حمزة منصور...، بالرّوح بالدّم نفديك يا سعود...وبالمقابل بالرّوح بالدّم نفديك يا منصور...، نور أغضبت مهنّد...، بالروح بالدّم نفديك يا مهند...، ضاع كلب من صاحبته أو حبيبته في عمّان...، بالرّوح بالدّم نفديك يا كلب...، نائب (غائب فيله) فاز بالانتخابات ولو كانت مزوّره...، بالرّوح بالدّم نفديك يا نائب، مشاجرة بين سائق و (كنتروله) على خط أوتوستراد الزّرقاء عمّان...، بالرّوح بالدّم نفديك يا (كنترول...)، بالرّوح بالدّم نفديك يا وحدات، بالرّوح بالدّم نفديك يا أهلي ويا فيصلي ويا رمثا ويا منشيّه (كلّه دم بدم) هذا على المستوى الدّاخلي... .
أمّا الخارجي...؛ أمريكا قامت باحتلال العراق...، بالروح بالدّم نفديك يا عراق...، منتصر الزّيدي (لطش) بوش بالحذاء...، بالرّوح بالدّم نفديك يا زيدي أو يا حذاء...، أرضوغان صرّح حول إسرائيل أو حدث بينه وبين (بيريز) مجاحره...، بالرّوح بالدّم نفديك يا أرضوغان...، أحلام مستغانمي ارتدت الحجاب (وهاليومين تشلحه)...وبالروح بالدّم نفديك يا أحلام...، إسرائيل ترتكب الآن مذبحه جديدة في غزة (غير الأوّله)...وبالرّوح بالدّم نفديك يا غزّه...، الصهاينة دنسوا ولا زالوا يدنّسون المسجد الأقصى ولا زلنا بالرّوح بالدّم نفديك يا أقصى ويا فلسطين...، وبالرّوح بالدّم نفديك يا...(يا أيش)؟!
لقد فقد هذا الهتاف الرّائع الجميل معناه الحقيقي، وباتت الأفعال لا تستند إلى منطقٍ يحكمها أو يضبطها...، وأتحدّى إن بقي هناك أحد يفدي بروحه ودمه أحد آخر...، فلا أحد سيفدي السّعود أو منصور أو غزّة وفلسطين، أو النّائب، أو العراق...(كلّه سف حكي ببلاش)، فالجوع، الفقر، الظّلم، الفساد، البطالة، الفشل، وعدم الثّقة، وتوريث المناصب، وتزوير الانتخابات، و (البلطجة والتّشبيح...)، والتّصنيف الاجتماعي عبد وسيّد...، وغيرها الكثير؛ لم تُبقي دماً أو روحاً في الأردني الطيّب الأبي المُنهك ليفدي بهما كائنٍاً من كان، فعسى أن يفدي نفسه ويديرها وأخلف الله عليه...، لذا...؛ نصيحة للجميع: الكل يفدي نفسه بنفسه، ويركن على (عوس كفّه)... .
أمّا الأردن وترابه...؛ فيبشر بالفداء من كلّ الأردنيين الشّرفاء الأحرار وتعرفهم بصمتهم من أثر الحبّ والتّقدير والاحترام والإجلال له...، وفدائهم لا يأتي أغنية أو هتافٍ أو هواء صوت على لسان مارقٍ أو فاسد، أو انتهازي، أو فارغ، أو مُغرض؛ وإنّما يأتي فعلاً لا قولاً على يدِ مُقيمٍ ثابت أمين، يحترم ما يقول فيحيله واقعاً...، ولا يحفظ من الشّعر والهتاف سوى بعض ما قاله عمرو بن كلثوم في معلقته:
أبَـا هِـنْدٍ فَـلا تَعْجَلْ عَلَيْنا
..............................وأَنْـظِرْنَا نُـخَبِّرْكَ الـيَقِينا
بِـأَنَّا نُـورِدُ الرَّايَاتِ بِيضا
..............................ونُـصْدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رَوِينا
بِـأَنَّا الـمُطْعِمُونَ إذا قَـدَرْنا
..............................وأَنَّـا الـمُهْلِكُونَ إذا ابْـتُلِينا
وأَنَّـا الـمَانِعونَ لِـمَا أَرَدْنا
..............................وأنَّـا الـنَّازِلُونَ بِحَيْثُ شِينا
وأنَّـا الـتَّارِكُونَ إذا سَخِطْنا
..............................وأنَّـا الآخِـذُونَ إذا رَضِـينا
وأنَّـا الـعَاصِمُونَ إذا أُطِعْنا
..............................وأنَّـا الـعازِمُونَ إذا عُصِينا
ونَشْرَبُ إنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً
..............................ويَـشْرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وطِينا
أيّها الفاسدون المفسدون؛ قريباً سيشرب الأردنيّون الماء صفواً، وستشربونها (عَ الرّيقِ) كدراً وطيناً...، وسيثبتون لكم عاجلاً؛ أنّ الأردن مقر لهم لا ممرّاً لكم ولأبنائكم، وأنّه ليس ناقة تشربون حليبها كمقوٍّ لجنسكم أو مدرٍّ لبولكم، أو علاجاً لعقركم وأمراضكم النّفسية المزمنة...، وسلام...ياهيه... .