الأحلام الأوردغانية تتبدد في الشمال السوري
كم كانت كبيرة الأحلام التركية الأوردغانية في التمدد والتوسع في الشمال السوري ! وكم من مرة شطح خيال اوردغان ورأى نفسه إماما يؤمّ جموع المصلّين في باحات المسجد الأموي ! وكم راودته أحلام إقامة منطقة عازلة على طول الحدود بين البلدين وبعمق 30 كيلو متر .
لم يدّخر اردوغان الإخواني جهدا إلاّ وبذله ، ولم يوفّر وسيلة إلا واستخدمها ، ولم يترك مجرما أو شاذا عقلياّ وفكريا إلاّ وأحضره وسلّحه ودرّبه وألقى به في تنّور الحرب المسعورة على سوريا الأبية . ولم يجد شيطانا أو طاغوتا إلاّ وتحالف معه في تدمير سوريا ونهب خيراتها وسرقة نفطها ومصانعها ومؤسساتها .
لقد فاق اردوغان الشيطان نفسه وجعله تلميذا يتعلّم على يديه فنون الخداع ويغرف من بحر شيطنته أقذر أساليب القتل والإرهاب والاتجار بمآسي البشر وآلامهم .
لقد بلغ الشطط والغرور بتركيا مبلغه وها هي اليوم ترى كل ما عملت على تحقيقه على مدى 5 اعوام من الاجرام ودعم الارهاب يتبخّر كخيط من دخان أمام ناظريها بفضل الصمود السوري وتضحياته وتحت أقدام رجال الحق من أفراد الجيش العربي السوري وحلفائه .
أربعة أشهر فقط كانت كفيلة بدفن المشروع الأوردغاني ووأده قبل أن يرى الحياة ؛ فمنذ بداية شهر تشرين الأول من عام 2015 وتحديدا حين أعلنت روسيا الدخول في مكافحة الإرهاب ومساندة الجيش العربي السوري بناء على طلب من الحكومة السورية الشرعية انقلب السحر على الساحر وتحوّل الجيش السوري من موقع المدافع إلى المبادرة بالهجوم ودكّ معاقل الإرهابيين ، فأعلنها حربا شاملة على اتساع الجغرافيا السورية من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب ومن الغرب الى الشرق ففتح أكثر من 10 جبهات متزامنة أتت أكلها سريعا فتم تحرير الريف اللاذقاني وتطهيره من رجس الاجرام ودنس الارهابيين وكذلك الحال في ريف درعا حيث الهزائم المتوالة والمتواصلة للجماعات المتصهينة وتكللت بتحرير مدينة الشيخ مسكين
أما في حلب وريفها فالحديث عن الانتصارات المتواصلة للجيش السوري لا يكمن حصرها فمعاقل الإرهاب تتهاوى كأحجار الديمنو تحت ضربات الجيش القاصمة فتم تطهير معظم الريف الجنوبي والشرقي والأن يكمل سلسلة الانجازات في الريف الشمالي لحلب فتم فك الحصار عن بلدتي " نبل والزهراء " اللتين تعرضتا إلى حصار على مدى 3 أعوام ونصف وصمدتا في وجهة 50 هجوما ضاريا للعصابات المسلحة الإرهابية وقدمتا أكثر من ألف شهيد . تكلل النصر وفك أسر البلدتين وبالتالي حرق الورقة الأخيرة في يد تركيا التي مارستها في الابتزاز والضرب على وتر الطائفية والضغط على الحكومة السورية أولا وايران ثانيا .
إن الوصول الى تلك البلدتين كان قمة في الانجاز العسكري للجيش السوري فالعملية التي لم تستغرق يوما واحدا انطلقت من مسافة 30 كيلومترا بما يشبه السهم الخارق والتمدد على الاطراف وسط غابة من المسلحين المزودين بكل انواع الاسلحة والمتمترسين في أماكن جرى تحصينها على مدى أربعة أعوام .
إن فك القيود عن نبل والزهراء يفتح الابواب على مصراعيها ويعجّل في تحرير مدينة حلب الصامدة ويسرّع في إغلاق كافة المعابر على التي يتدفق منها سيل الارهابيين من الحدود التركية .
تحية اكبار واعتزاز بانجازات الجيش العربي السوري الذي يلّمنا كل يوم درسا في استراتيجيات القتال ويمنحنا أملنا في تحرير المغتصب من أراضي العرب .