الاردن عضوا في مجلس التعاون الخليجي
الاردن ودول المجلس التعاون الخليجي دول تكمًل بعضها البعض من حيث التطابق في الدين واللغة والعادات والتكامل في الإقتصاد من حيث الانتاج الصناعي والزراعي والموارد والمياه والتعليم والمواقف السياسية والقوّة العمالية وأمور أخرى .
إنّ هذا التكامل لا يعني أن الاردن سيستفيد من نفط الخليج أو فلوس دول الخليج أو يستفيد الخليج من العمالة الاردنية فقط فهذا حاصل بطبيعة الحال حيث لا يضًنّ الخليج على الاردن بدعم الاقتصاد الاردني كلما لزم ذلك كما لا يبخل الاردن بالقوى العاملة المدرّبة والمتعلمة على دول الخليج كلما طلبت ذلك .
ولكنّ إنضمام الاردن إلى دول مجلس التعاون الخليجي يعطي دفعة قويّة الى إتجاه التوافق العربي خاصة بعد بروز قيادات جديدة في بعض الدول العربية ومطالب شعبية بإحداث تغيير وإصلاحات في دول عربية كثيرة وهذا الإنضمام يعتبر مصلحة للطرفين على جميع الإتجاهات الإقتصادية والإجتماعية وألأمنية والدفاعية في وجه كل المخاطر والتحديات وتدعيما لأنظمة الحكم المحبوبة من شعوبها في كل تلك الدول أمام أي تآمر خارجي عليها .
ولا شكّ أنّ العلاقة القويّة بين جلالة الملك عبد الله الثاني وأصحاب الجلالة والسمو قادة دول الخليج والالتقاء في وجهات النظر لمعظم القضايا العربية والاقليمية والدولية إضافة إلى اللقاءات الدائمة بينهم وآخرها زيارة جلالة الملك عبد الله ملك الاردن إلى دولة قطر واللقاء الحميمي مع أخيه سمو الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر وتبادل الزيارات بين العديد من المسؤولين الاردنيين والخليجيين تعزز وتطور أسس التعامل المشترك بين الطرفين .
إن الحديث عن مثل هذا التقارب وإنضمام الاردن إلى مجلس التعاون الخليجي يثلج صدور الاردنيين والخليجيين على حد سواء ولكنّه بشكل خاص يثلج صدور المغتربين الاردنيين في دول الخليج العاملين بإخلاص في تنمية وطنهم الثاني وكلما أحسّوا بالحنين إلى وطنهم الأم كلما زادوا إحتراما وتقديرا للدول التي يقيمون بها والشعوب التي تعاملهم بالودً والإحترام والتقدير .
إن الاردنيين المقيمين في دول الخليج يشعرون بالراحة في العيش والعدالة في التعامل تحت مظلّة من القوانين الشاملة والعادلة وحتّى في ظلً الظروف الصعبة كالأزمة المالية العالمية التي ما زالت تداعياتها تؤثًر على دول العالم تحمّل العاملون الاردنيون المصاعب كما يتحمل الخليجيون انفسهم تلك المصاعب مع أن دول الخليج قد إتخذت من إجراءات لتخفًف عن الوافدين فيها ما تستطيع لذلك يشعر المغتربون الاردنيون في دول الخليج فعلا انهم في وطنهم الثاني الذي يتمنون فيه لكل دول الخليج التطور والإزدهار ولشعوبها كل خير وسؤدد .
(وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)صدق الله العظيم
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الحسن في صحيح الجامع (ما من مسلمين يلتقيان فيسلم أحدهما على صاحبه ويأخذ بيده لا يأخذ بيده إلا لله، فلا يفترقان حتى يغفر لهم)
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 26 /4 /2011