حكومة البخيت تقرر فتح ابواب الحوار مع حركة حماس قريباً جداً

أخبار البلد - علمت "المجد" ان حكومة البخيت قد قررت الانفتاح على حركة حماس، ومباشرة حوار متدرج معها في المستقبل القريب، وذلك بعد قطيعة اردنية - حمساوية شاملة منذ ما يقارب ثلاث سنوات·

وقالت اوساط رسمية مطلعة ان وساطة سرية حثيثة بذلها احد رموز السلطة التشريعية بين السلطات الاردنية وقيادة حماس في وقت سابق، قد اسفرت عن اقتناع المراجع العليا اضافة الى حكومة البخيت بضرورة استعادة خطوط التحاور والتواصل بين عمان وحماس·

واشارت هذه الاوساط الى ان الحكومة التي تضم عدداً من الوزراء الداعين للانفتاح على حركة حماس، قد وجدت الآن ان الاجواء باتت مواتية لفتح ابواب الحوار مع هذه الحركة الفلسطينية المجاهدة، خصوصاً وان المراجع العليا والدوائر الامنية باتت تحبذ مثل هذا الاجراء، في ضوء الكثير من المستجدات الدرامية في الاقليم الشرق اوسطي بمختلف مكوناته·

وقالت ان المحادثات التمهيدية بين الحكومة والحركة قد تبدأ عما قريب على المستوى الامني الذي تتولاه الدوائر الاستخبارية المختصة، او المستوى الدبلوماسي الذي تتولاه وزارة الخارجية، وذلك لبلورة المواقف وغربلة الطروحات قبل الانتقال الى المستوى السياسي الذي سيتولاه الدكتور معروف البخيت عن الجانب الاردني، والمجاهد خالد مشعل عن الجانب الحمساوي·

واعربت هذه الاوساط عن اعتقادها بان الحكومة تريد، بادئ ذي بدء، الاطمئنان الكامل الى حتمية امتناع حماس عن اي تدخل في شؤون الداخل الاردني، او اي ارتباط تنظمي مع الحركة الاسلامية بالاردن، بل لعل الحكومة تهدف، فيما تهدف، من وراء محاورة حماس احراج الحركة الاسلامية الاردنية، وسحب البساط الشعبي من تحتها، وحرمانها من "ورقة مزايدة" طالما استخدمتها في وجه الحكومة، واتهمتها بمقاطعة حماس لحساب سلطة محمود عباس·

وبينت هذه الاوساط ان الحكومة التي تلمس انشغال القيادة المصرية بهمومها الذاتية، وبالتالي تراخيها في رعاية مشروع المصالحة الوطنية الفلسطينية، باتت طامحة - وربما مكلفة - بالدخول على خط الوساطة، بدل مصر، بين حركتي فتح وحماس، لانجاز هدف المصالحة الفلسطينية التي يرى الاردن انها ستشكل دعامة مهمة لامنه القومي·· خصوصاً وان مصر مبارك كانت قد تعمدت مصادرة اي دور للاردن في هذا الموضوع الذي طالما احتكرته واستأثرت به·

واوضحت الاوساط المطلعة ان انقلاب الاوضاع المصرية قد اطلق اليد الاردنية في عدة مواضيع ومجالات عربية واقليمية، وان ادارة الرئيس اوباما قد عهدت الى الاردن بعدد من الملفات التي كانت تتولاها مصر في عهد الرئيس المخلوع مبارك، سواء على الصعيد الفلسطيني او الاسرائيلي او الخليجي·· معربة (هذه الاوساط) عن اعتقادها بان الحكومة الاردنية ربما تكون قد تلقت الضوء الاخضر الامريكي، للانفتاح على حركة حماس، ورعاية ملف المصالحة الفلسطينية، وربما استعادة الدور القديم لاردن ما قبل فك الارتباط مع الضفة الغربية عام 1988·

وفيما توقعت هذه الاوساط ترحيب حماس بالتوجهات الاردنية الجديدة، لجهة الانفتاح عليها والاسهام في الوساطة بينها وبين فتح، فقد أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال تواجده في تونس يوم الثلاثاء الماضي تمسكه بالوساطة المصرية، وأعرب عن قناعته بأن مصر كانت وما تزال"وسيطا نزيها" باعتبارها فاوضت كل الاطراف الفلسطينية ولم تكن أبدا منحازة لطرف دون اخر·

وفي رام الله  نفى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ أن تكون حركته قد تلقت أي عرض من أي دولة عربية أوغيرها للمصالحة مع حركة حماس، وأشار إلى أن دعوة "حماس" للحوار مجددا هدفها عرقلة جهود المصالحة ومنع قيامها·

وأوضح الشيخ في تصريحات صحفية أن مصر استأنفت جهودها لاستكمال ما تم انجازه من حوارات من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة، وقال: "قناعتنا أن مصر هي التي بدأت بالحوار وهي التي توجته بانجازات كبيرة على مدار عدة أعوام، ولا تزال مصر حتى اليوم هي البوابة الرئيسة لهذا الحوار مع ترحيبنا بأي جهد من الأشقاء العرب والمسلمين· لكن على الأرض لم يصلنا رسميا من أي دولة كانت سوى من مصر بأنها ستباشر الجهد الذي بذلته في السابق وأنها ستستمر في هذا الجهد لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة"·

واتهم الشيخ "حماس" بالعمل على عرقلة جهود المصالحة من خلال الدعوة إلى العودة بالحوار إلى نقطة الصفر، وقال: "الحوار بيننا وبين "حماس" استمر لثلاثة أعوام ولا يعقل أن نعود إلى نقطة الصفر، لقد قطعنا في حواراتنا السابقة أشواطا كبيرة ووصلنا إلى الورقة المصرية التي وقعنا عليها لكن "حماس" تحفظت عليها، وأبدينا استعدادنا للتعاطي مع هذه التحفظات شريطة أن توقع "حماس" على الورقة لكن لم يقع ذلك، والدعوة إلى الحوار مجددا يعني عمليا نسف المبادرة المصرية والعودة إلى نقطة الصفر، وهذا يعني عمليا أن "حماس" لا ترغب في المصالحة"·

وفي سياق المصالحة الوطنية استقبل زعيم حركة حماس خالد مشعل يوم الخميس الماضي في دمشق، وفد الشخصيات الفلسطينية المستقلة  المعنية بالمصالحة برئاسة منيب المصري وعضوية الدكتور حنا ناصر، وهاني المصري، ومهدي عبد الهادي، لمناقشة مبادرة هذه الشخصيات من اجل انهاء الانقسام الفلسطيني وتعزيز الوحدة الوطنية·

وقد شارك في هذا اللقاء الذي تقرر فيه استمرار الحوار، أعضاء المكتب السياسي في الحركة، الدكتور موسى أبو مرزوق، وسامي خاطر، وعزت الرشق·

وفي القاهرة أكّد ياسر عثمان، السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية في رام الله، التزام بلاده بتعهداتها إزاء ملف المصالحة الفلسطينية، على الرغم من الأوضاع السياسية المضطربة التي تشهدها مصر، لافتاً النظر إلى أن المساعي والجهود المصرية الرامية لإنهاء حالة الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية بين كافّة أطياف الشعب الفلسطيني مستمرة دون انقطاع·

ونقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية، عن عثمان امس الاول، قوله إن القاهرة تواصل تحرّكاتها لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، المستمرة منذ نحو أربع سنوات، موضحاً أن المسؤولين المصريين يعكفون حالياً على إجراء العديد من اللقاءات مع القيادات الفلسطينية، لتحريك مسار ملف المصالحة والدفع به نحو تحقيق الوحدة الوطنية·