إضاءة على رواية "ذهب مع الحنين"

اخبارالبلد

 

 بقلم: صابرين فرعون

 يتزامن وقت صدور رواية "ذهب مع الحنين" للكاتبة هديل شقير العطين مع فترة مهمة في حياة الشعب الفلسطيني، فأحداث الرواية وزمانها ومكانها تخبر حكايات من واقع المجتمع، وهي انعكاسات وامتدادات للمُعاش اليوم.. تدور أحداث الرواية في القدس وضواحيها إبان الانتفاضة الثانية وتحكي بشكلٍ رئيسي عن التعايش الديني في ظل المدينة وتندرج تحت هذا المسمى أعراف البلد والتربية الأسرية والتسلح بالعلم من صروحه "الحياة الجامعية" التي تبني وتؤثر في شخصية الفرد وطبيعة الحرب والأخوة بين فاطمة وعبدالرحمن والعلاقات التي تنخرها بشكل ما سوسة الخيانة، كذلك الحب بين عاشقين " خالد المسلم وجمانة النصرانية التي تعتنق الإسلام فيما بعد"..

الرواية تحاور الذات، وتمهد لفهم الأمور الروحية، كما: اليقين بالغيبيات والإحساس بالله على اختلاف الدين، فهم الاختبار الوجودي "الدنيا"، علاقة الإنسان بربه التي تقوم متانتها على الشعور بالإحاطة الإلهية في كل الأوقات...

اعتمدت الكاتبة في كل فصل حواراً أيدلوجياً يحافظ على خيوط السرد ويشد القارئ لمتابعة اللغة المباشرة والسهلة في انتقالاتها المشهدية مع الانتباه للصراع الداخلي للشخصية الواحدة واكتمال المشهد بنفاذ هذا الصراع للشخصيات الأخرى، فتمهد لذروة الأحداث ثم تخرج بها بتؤدة للحل، بحيث تجد كل شخصية في النهاية تسيطر على مخاوفها من خلال آمال وطموحات تتحقق..

ما يلفت للانتباه، أنه لا يوجد بطل بعينه للرواية، وإنما هم مجموع الشخصيات التي لكل منها طريق بارز في هزيمة مخاوفه، كذلك كان الخصم هو التحدي الذي تحاول الشخصيات السيطرة عليه وهزيمة ظلمته "الهواجس النفسية"..

الحبكة النمطية لعبت دوراً في لفت انتباه القارئ للتركيز حتى النهاية مع السرد ليرى امتداد صورته في عقل الشخصيات.. بما أن الكاتبة تحدثت عن موضوع اجتماعي، اعتمدت البناء التفصيلي والتقليل من بؤرة التخيل، فأكسبت الموضوع مصداقية لا تكلف فيه أو تناقض فكري أو وجداني، كما حافظت على الوحدة الموضوعية لتمكنها من الحديث بألسنة الشريحة الشبابية والتعبير عن همومهم..

"ذهب مع الحنين" صوت المدينة الحاضرة في كل معاني الوطنية، ذلك الحنين يغادرنا مع أحبتنا الذين يفتدون الوطن بأرواحهم وأجسادهم ..

هديل شقير العطين كاتبة أردنية، حاصلة على شهادة الماجستير في الصحافة والإعلام، عملت في مجال الصحافة والتحرير .. 

"ذهب مع الحنين" أول نتاجها الأدبي وقد صدر حديثاً عن دار فضاءات للنشر والتوزيع.