النزق الحكومي

تعوّدنا من حكومة الدكتور عبد الله النسور أن تتسرّع في قراراتها، وتعوّدنا منها أن تعود عن قراراتها، فيبدو الأمر، في آخر الأمر، وكأنّ شيئاً لم يكن، ويمكننا أن نضع أمام القارئ الكثير منها، ولكنّنا نترك الأمر له ليستذكر، فالذكرى قد تنفع المؤمنين.

على أنّ القرار الأخير للدكتور النسور بإصدار مشروع قانون حول الطقس، وتنبؤاته، لا يترك لنا مجالاً سوى لتذكّر أنّ الرئيس قرّر في يوم أنّ على الأردنيين أن يعتمدوا توقيتاً واحداً، صيفاً وشتاء، والغريب أنّه اعتمد التوقيت الصيفي لكلّ السنة.

أتذكّر شخصياً، أيامها، أنّ رئيس مجلس إدارة بنك كبير قال لرئيس الحكومة أمامي: أنا أصحو مبكراً فلا فرق عندي بين توقيت شتوي وصيفي، ولكنّ الأمر أربك كلّ البنوك الأردنية، والتعاملات المالية، فالكومبيوتر غيّر التوقيت وحده، وهذا ما أثّر على كل التعاملات، وكان صاحبنا مهذباً حين لم يقل له إنّ كلّ الأردن تأثّر بذلك الأمر، من رحلات الطيران إلى الخارج، إلى تنقلات النقل العام للمدارس.

ما نقوله إنّ النزق الحكومي في التعامل مع شؤون الناس لا يعبّر سوى عن تخبّط، وفوقية، ولا مهنيّة، أيضاً.