أحسن حل لتوقع (الجو)؟!

زمان كنت أقرأ برجي، في اليوم الذي يتوقع لي أن الوضع العاطفي ممتاز. بعد ربع ساعة يكون الوضع بيني وبين زوجتي مثل الزفت؛ هي ترغب بأن تكون طبخة اليوم معكرونة وأنا أرغب ان تكون (باميا) وتنتهي المعركة بيننا على (مفركة بطاطا). وفي اليوم الذي توقع لي بأن اليوم ستصلني أخبار سارة بمنتصف النهار يرن هاتفي بالله يعوض عليك جدتك أعطتك عمرها والبقاء لله، وفي اليوم الذي يبشرني أن الحظ سيكون معي أضرب سيارة من الخلف والحق علي وأكتشف أن التأمين منته وحين أحاول إقناع الرجل بأن أتعهد له بالتصليح دون عمل (كروكة) أكتشف أن الرجل عقيد في دائرة السير، وحين يتوقع لي ان أتجنب الخروج اليوم لأن الحظ سيئ وأعتذر عن حضور إحدى الأمسيات أكتشف لاحقا أن الأمسية كان فيها (مناسف) مع (كنافة) مع توزيع هدايا، وحين يتوقع لي وصول مبلغ مالي اليوم يصل جابي الكهرباء مع جابي المياه مع تحذير من شركة الاتصالات بأنه إذا لم تسدد فواتيرك سيتم فصل الخدمة عنك. فانتقلت من متابعة الأبراج إلى متابعة الارصاد.


في اليوم الذي كانوا يتوقعون فيه أن الجو مشمس نجده ملبدا بالغيوم، وحين كانوا يتوقعون منخفضا قطبيا شديد البرودة نكتشف أن الجو شغل رحلات، وحين كانوا يتوقعون تراكم الثلوج وأعطل على مسؤوليتي أكتشف في اليوم التالي بأني حصلت على إنذار لأنه حتى راس منيف لم يصلها ثلوج، لذلك انتقلت لمتابعة طبخة اليوم فهي الوحيدة التي تعطينا المقادير وطريقة الصنع دون أي أخطاء!!


الارصاد الجوية دائرة وطنية نحترم تاريخها، ولكن سوء التوقعات في الفترة الاخيرة وحالة الترهل الذي تعيش هو حال معظم مؤسسات الدولة فالحكومة مشغولة في الأرقام وليس في الخدمات المقدمة للناس. وقد أكون أكثر الاشخاص تعاطفا مع مديرها الذي كان الورق أمامه من أجهزة متهالكة يشير إلى استمرار تأثر المملكة بالمنخفض القطبي بينما لو كنت محله لما صدقت الورق ولنظرت فقط من الشباك لأتوقع للناس تحرك المنخفض القطبي بعيدا. والمشكلة أنهم كانوا يتوقعون استمرار تأثر المملكة بالمنخفض القطبي والمنخفض لم يأت من الأساس!


قبل المنخفض كنت جالسا مع أحد الاقرباء وعادة في مثل هذه الظروف لا نسأل عن أحوالهم بل عن خبزاتهم، قال لي: إنه لايوجد في الفريزر سوى ربطة (خبز)، فقلت له: يارجل وّحد الله والخيّر بقول وبغير، فقال: لا داعي لتخزين الخبز، ابني في أسبانيا شاهد نشرة الطقس هناك وقال إنه لن يصلنا إلا زخات من الثلج. حاولت أن أقنعه بأن يحتاط فرفض، وفعلا لم يصلنا إلا زخات من الثلج.


كان يجب على الحكومة أن تطلب فقط من مراكز رصد عالمية نشرة الطقس ومقارنتها بما صدر في الأردن من مختلف الجهات، إن لم يكن فيها شيء من التطابق فالمسألة في غاية البساطة، إن كانت الشوارع والأنفاق (منحة)، وإن كانت أجهزة الولادة والأشعة (منحة)، فلماذا لاتكون النشرة الجوية من تلك الدول هي الأخرى (منحة)، ونرتاح من سوء التوقعات؟!


القانون الجديد سيؤدي إلى أحتكار دائرة الأرصاد الجوية للتنبؤات الجوية. طيب اذا توقعت الدائرة منخفضا قطبيا واكتشفنا أنه مرتفع جوي، هل القانون الجديد يحبسهم أويغرمهم أو يعزلهم أو يدمجهم مع الإقراض الزراعي طالما أن الهدف من القانون هوعدم ارباك الناس؟!