إضاءة على كتاب "كرمة" لـ خولة العواودة
اخبار البلد
بقلم : صابرين فرعون
في كتابها "كرمة"، تكتب أ. خولة العواودة بنمط السرد المتوالد، حيث ينشأ الوعي بالذات من مجموعة عناصر عقلية وحسية معاً، ندركها زمنياً من خلال التجربة واعتماد الحواس في التصوير وتجميع المقاطع لتصير شريطاً كاملاً من المعرفة، فالدلالات والمعاني مباشرة لا لُبس أو غموض فيها، تتأمل في العاطفة والأسلوب اللذان يرسمان ترابطاً واضحاً ورصانةً وتماسكاً لمسار اللغة..
أصّلت الكاتبة للمكان، فكان عنوانها "كَرمة" يغري القارئ لتناول قطاف العنب من دّوالي الخليل، منشأ الكاتبة وسكنها، فكانت سلاسة الطعم في مجاميعٍ أدبية فيها أنفاس جبال الخليل ومكنونات عناقيدها، رتبتها بحسب الحجم تصاعدياً "شذرات، خواطر، ونصوص"، وتناولت المجتمع الفلسطيني ككل فتحدثت بعدة ألسنة كالأسير والشهيد، الوطن، المرأة وغيرهما..
اعتمدت الكاتبة الألفاظ السهلة وركزت على تقنية التشخيص في عكس واقع لوحاتها الفكرية والتأملية..
أوردت العواودة أنماطاً فنية لكتابتها، فجاءت الشذرات والخواطر عمودية تشبه النظم الشعري في شكلها، بينما كانت النصوص تحمل الطابع النثري "المقالات والرسائل" وإن غلب عليها صوت العاطفة..
الخطاب اللغوي في الكتاب ككل، نابع من تجارب ومواجهات من واقع الحياة..
سأقف عند الخطاب في النصوص، حيث أنها تشبه المقالات، لأشير أن النشر الفترة الأخيرة أخذ الشكل العام للغة الأدبية، واندرج في السياق أنواع أدبية متنوعة وغنية بأفكارها ومضامينها..
من أجمل الشذرات بعنوان "مراوغة الوقت":
أُراوغ الوقت عله يغض الطرف عني ويمضي
لا أريد للسلحفاة في داخلي أن تركض
أحترم مشيتها على مهلٍ واتزان
ياه... كم يجلدني الوقت بصلف!
الكاتبة الفلسطينية خولة سالم العواودة، حاصلة على دبلوم برمجة وتحليل نظم من جامعة البولتيكنيك، وبكالوريوس أنظمة معلومات من جامعة القدس المفتوحة.. صدر لها حديثاً كتاب "كرمة" ..