الأسرة تُريد إسقاط الأب

 

أثناء عودني من دوامي في الساعة الثالثة والربع من يوم أمس وعندما أقبلتُ على البيت .وإذ بتجمهر كبير على الشارع أمام البيت, ويافطات معلقة ,وصحفيين ومحطات فضائية, فسقط قلبي بين أضلاعي! وارتجف جسدي! . وأنا أقول ماذا حصل ؟ وماذا جرى إلى أسرتي؟ وعندما التقطت عيناي الكلمات المكتوبة على اليافطات .وإذ مكتوب عليها الأسرة تريد إسقاط الأب !!.

 تجمهر الصحفيين من حولي , وانهالوا بالأسئلة  : كيف ؟ وماذا؟ ولماذا؟  وأنا ابتلعُ ريقي , ولم اجب على أي سؤال .

وعلى الفور توجهتُ إلى ألزوجه والأولاد, ماذا تفعلون ؟ولماذا كل هذه اليافطات والصحفيين ؟؟.

قالوا: نريد إسقاطك وتنحيك؟

قلتُ: ولماذا؟ أنا الزوج والأب  والحبيب , وضحيتُ وتعبتُ من أجلكم كثيراً وربيتكم وعلمتكم ومازلتُ أضحي من أجلكم .

قالوا: هذا الاستعطاف لا يقدم ولا يؤخر من الوضع شيْ. هذا واجبك وحقنا عليك.

توجهتُ إلى ألزوجه: آه يأمم فلان أنا زوجك وجبيك نسيتني خمسة وعشرون عاما من الزواج نسيتِ حبي وحناني.

قالت :هذا الكلام كله ما ينفع عيشتي كلها هم وغم وطفر وما شفت يوم حلو معك. وبعد ساعات من الحوار ولم أجدُ الفائدة من الكلام معها قلتُ إلى أولادي آه انتم أولادي وأحبابي وإلا نسيتموني بلحظه ربيتكم وعلمتكم في المدارس و الجامعات كل هذا من دم قلبي, بس أعطوني الأسباب ؟ ما هي مطالبكم؟

قالوا:مطالبنا هي:

1- نريد حياة جديد تخرجنا من الفقر والطّفر الذي عيشتنا فيها كل أعمارنا, نريد ندفع رسوم ألجامعه بدون قروض وجمعيات , ونريد نأكل لحمه أو دجاج في الشهر مره على الأقل. هرت بطونا قليات البندوه والعدس مره بصل ومره بدون بصل, ونريد شراء ملابس كل ثلاثة شهور مرة. بدل من الحول للحول مره.نريد نعيش على مستوى أصحابنا على الأقل

ونريد ...؟ ونريد .....؟

2- نريد بيت جديد بدل البيت الذي عمره خمسون سنه وكسارته واقعه على رؤوسنا .ننتظر سقوطه على رؤوسنا بين الفينة والفينه.

3- نريد تغير سيارتك الجلنت موديل1977 والذي مش مرخصة من سبع شهور . بدنا سيارة حديثه على الأقل موديل بتسعينات

4- نريد ان تشتري لك ملابس بدل ألبذله الكالحة من خمس سنين وأنت لابسها

5- ....؟ 6  .. ؟.................؟؟ .

قلت بس وقفوا مطالبكم مشروعه وحقيقية ولكن من أين أجيب لكم؟ اسرق وإلا انهب ما في. وهذه حالكم حال اغلب الأُسر في الأردن مش بس انتم بهذا الحال.

قالوا: هذا ذنبك ونحن مالنا فيك دبر حالك. ويجب أن تتنحى وتتنازل بالقيادة إلى احد أفراد الأسرة.

ذهبتُ إلى الصحفيين من اجل أن أتفاوض معهم حتى لا يفضحوني

وقلتُ آه حبايبي هذا الوضع داخلي ويجب عدم التدخل ونشر أسرار الأسرة .

قالوا:هذه حرية الرأي والتعبير وهذا الوضع مهني ولابد من نشر الحقيقة.

قلتُ لهم .أين كانت الصحافة والحقيقة عندما فقدت ابني ولم أجدُ لها سرير في مستشفى مادبا؟, وين كنتم عندما اعتقلتُ من أمام مجلس ألامه أنا وابني وأنا معتصم أطالبُ بعمل؟, وين كنتم عندما كنتُ ادرس في اليرموك واخرج من الرابعة صباحا وأعود في العاشرة مساءاً دون أن آكلُ رغيف ساندوش بعشر قروش وعندي أسره ولم اعمل؟ أين كنتم عندما بيعت ارض بالمزاد العلني إلى ا احد البنوك؟ أين كنتم وأنا بدون عمل ودخل؟ وأين ... وأين.......................؟

وفي النهاية فشلتُ بإقناع الأسرة عن العدول عن الاعتصام ومطالبهم ,وإقناع الصحفيين بالمغادرة وعدم نشر أي شي.

وألان أنا مش عارف ماذا اعمل اطلبُ المشورة منكم

أجيبُ الأقارب كل واحد بهروه ونهجم بالأسرة والصحفيين ونفدغ رؤوسهم. أخشى من مجلس الأمن يتخذ قرار ضدي تحت الفصل السابع  ويحتلوا بيتي. وإذ انسحبُ أو أتنحى  أخشى أن يطالبو في محاكمتي , وان يطالب اغلب الأسر الأردنية بتنحي أرباب أسرهم انجدوني الله يخليكم. قبل أن تقع الفأس بالرأس.

وهنا اسأل سؤال إلى القارئ الكريم هل نحن نستحق أن يثور علينا أبنائنا ؟

وحسب وجهة نظري أقول نعم نستحق ذلك من حقهم علينا الأجيال القادم أن نضحي من اجلهم, وان نصنع لهم المستقبل الآمن الخالي من الظلم, والقهر .أن ننتفض على الفساد والمفسدين وان نطالب لهم بإصلاحات سياسيه واقتصاديه واجتماعية .ويكون مستقبلهم خالي من الظلم, والقهر, والفقر, وخالي من الفساد والمفسدين وخالي من الذل والأهانة.ليس حق أبنائنا يقف عند التربية الصالحة والتعليم والمأكل والمشرب .يجب أن يصلوا إلى حقوقهم بالعدل والمساواة لا بالواسطة والمحسوبية أو منَّة ومكارم.