عن الملاقط
عندما يعود شريط السنين لأيام الطفولة ، ثمة أشياء من الطيش تظهر ولكنها على سذاجتها وشغبها تخفي بريقا من البساطة والقناعة وهداة البال.
وسأطلق الريح لشغبي وقتها . فقد كانت هوايتي اللعب في ملاقط الغسيل ، كنت ألملم وأجمع الملاقط المتناثرة هنا وهناك بعد عملية نشر الملابس وأستعين "بمغيط" وأمارس لهوي وعبثي في ايذاء اقراني وأطلاق صليل من الصهونات بين الحين والآخر.
المضحك أنه في المرة التالية التي يحتاج فيها أهلي لنشر الغسيل يكتشفوا بأن رصيدهم من الملاقط قد نفذ بالكامل ، فنصفها مفقود ونصفها الآخر معطوب كل فردة في جال. وعندها لابد للذهاب للدكانة وشراء ملاقط جديدة.
لم أكن وقتها أعرف بأن الملاقط شيء مهم في منظومة أمي وأن عدم وجود ملاقط سيجعل الغسيل عرضه للطيران بفعل الرياح والهواء ، وربما يفضح الطيران أمورا ليس من المنطق فضحها بل المحافظة عليها مستورة ولو بأكثر من ملقط.
أتابع منذ يومين خبرا عن تعيين نجل وزير الزراعة مستشارا لرئيس الحكومة. وبعض المغرضين يقولون بأن الأمر فيه شبه فساد.
وبصراحة أنا اشعر بالعتب على هذه الحكومة ... فكم من شبهة فساد مرت دون أن نحس أو نشعر أو نثار .. فلماذا هذه المرة قللوا الملاقط.
يا ترى من الذي سرق ملاقط الحكومة هذه المرة .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com