حرب أهلية قطبية المنشأ

اخبار البلد-

عمر كلاب

 

ما يدور على الخرائط الجوية وتنقله السنة المتنبئين الجويين ليس بعيدا عن حرب الخرائط السياسية وألسنة المحللين السياسيين الذين ينشطون في رسم الخرائط الجديدة للمنطقة وكلاهما يفضي الى ملامح حرب اهلية مستعرة حسب السلوك الشعبي الذي داهم بغزارة فاقت غزارة الامطار كل محلات البيع وتوافذه والمخابز والثابت ان احدا لم يقرأ السلوك الشعبي وهواجسه ومدى الرعب الساكن في اعماق الناس، بدليل خشيتهم من ثلجة او امطار غزيرة او سقوط نيزك او تشقق سطح منزل .
الحرب الدائرة بين مواقع الطقس على الخرائط الجوية، تشابه وتحاكي الحروب الدائرة على الارض فكل جنرال ثلجي يتحفنا بخرائطه وقواطع الحروب والية هجوم المنخفضات كما يقرأ جنرلات الحرب الخرائط العسكرية ويعدون خطط الهجوم والدفاع، وبعد كل خارطة ثلجية يستعرضها جنرال برتبة راصد جوي تنهال التصريحات من مؤسسات الخدمة العامة عن الاستعدادات للعدو القادم والتصدي له بكل شراسة وحزم وفي كل مرة نكتشف ان حربنا الوهمية انتهت الى نكسة او نكبة اقتصادية على ميزانية العائلة ومصروفها الشهري .
نحتاج الى راصد اجتماعي وقارئ خرائط شعبي، يقول بالضبط اسباب الهلع الشعبي واسباب الخوف في بلد علاقته مع الثلوج والمنخفضات الجوية علاقة حميمة اقرب الى علاقة العشق مع الكوانين واشهرها وانتظار مقدمها وما تحمله من خيرات وخاصة الثلجة التي تمنح الارض رطوبة زائدة مع تعقيم وتزيد من مخزون المياه ، فكيف انقلبت هذه العلاقة من العشق الى الرعب او العشق الاسود حسب ثقافة المسلسلات التركية التي استنفذت ما تبقى من منظومة ثقافية مترهلة في العقدين الاخيرين .
سلوك الشارع في المنخفضات يكشف حجم العوار في العلاقات الاجتماعية البينية بين افراد المجتمع وعلاقتهم المهزوزة بالسلطة واجهزتها، فالناس تركض نحو التخزين المرعوب وكأننا على شفير حرب اهلية، دون ثقة بأن الجار يسند جاره او الاخ يمنح اخاه بعض ارغفة، والرعب الأكبر من اجهزة السلطة الخدمية واجابة طلب المواطن على الارقام الطارئة ولا اقول ارقام الطوارئ فكل ما يحدث طارئ على وعينا وثقافتنا وثمة تغذية رسمية لهذه المسلكيات المشينة ولم تتكلف السلطة واجهزتها عناء تطمين الناس وعناء تغيير هذه الثقافة العجيبة والدخيلة .
سلوك الشارع سلوك مرعوب، يحتاج الى قراءة واعية تدرس اسباب الرعب الشعبي واسباب سلوك الخوف المسيطر على الناس ، فالثقة تنحدر في المستقبل بكل تفاصيله واسبابه وكل صور الاستعدادت وتصريحاتها لا يسمعها المواطن الذي يستمع الى كل الاصوات بإستثناء الصوت الرسمي، وصار المحرك للسلوك جنرالات مواقع الطقس وليس الساسة او الرسميين وتلك ام المعارك وام الحروب التي يجب خوضها الان، المواطن قلق ويحتاج الى تطمينات وليس الى جرافات وكاسحات ثلوج بل نحن احوج الى كاسحات اشاعات وقنابل ثقة تطلقها السلطة في سماء الوطن .