" كان ياماكان في قديم الزمان "

مايحدث اليوم على ساحتنا العربية لهو مدعاة للسخرية والاستهجان , فبعد ان كانت الصفات والخصائل العربية العريقة عنوانا لشعوبنا عبر تاريخنا المجيد اصبحنا اليوم صورا هزيلة لتاريخ مجدته حضارات السابقين منذ زمن بعيد.


ففي عصر الجاهلية الاولى كان العرب اصحاب مباديء راسخة لاتتغير ولم تغيرها سطوة الروم والفرس او اليونان من قبلهم , كانت النخوة عنوان مميز لعرب الجزيرة والشام وشمال افريقيا , كما وكانت الامانة والعروبة نبراسا يتغنى به كل عربي مهما كانت صبغته او مهنته او مكان وجوده.

حتى بعد عصر الجاهلية تلك مع بزوغ عهد جديد اساسه الدين والمعتقد كنا نمارس كل الخصال الطيبة التي تباعد بين الظلم والمذلة والفجور , كنا اقوياء نعم واعزاء بعقيدتنا السمحة بعد ان انعم الله على امتنا بالاسلام ان ذاك حتى خشيتنا كل الامم والشعوب فكانت ذكرى نتغنى بها اليوم عبر صفحات الكتب والمؤلفات , كما وكنا من قبل ظهور الاسلام امة تاخذها الحمية والبأس والعزيمة القوية , اما اليوم فكأننا لم نكون عرب من قبل , حميتنا ونخوتنا الاصيلة بيعت من قبل فعل فاعل باسواق النخاسة والعبيد !!

 فاليوم وكانها حلت بنا الكوارث من جميع اصنافها والوانها وويلاتها .. فما عدنا نملك من مواريث العروبة والعرب الا الاسم وبعض أصتاف النسب , ففي ماضينا توحدنا وحررنا بلادا كان الاصل فيها مجرد نداء ينادينا بل ينادي ضمائرنا وفكرنا ..عندها حاربنا التبع اليماني وكنا عشائر متبعثرة , لكن مروئتنا وكرامتنا كانت هي المحرك والجامع لنا من كل نحر وصوب .. 

وفي عصر اسلامنا العتيد حررنا حتى عبيد الشرق والغرب , نعم كنا امة تهابها الامم وكنا حضارة تسوقها الهمم .. لكننا اليوم اصبحنا كالعبيد بملابس الاسياد تلومنا الاجيال والاحفاد ... بأسنا بيننا شديد وشوقنا لمجدنا بعيد ..فاليوم عراقنا يمزق وشامنا تداس وقدسنا ماعادت لابوابها حراس !! واليوم ليس كالبارحة وشعوبنا تبدوا كانها شارده !!

وسنبقى نقول كلما عصفت بنا العواصف والثلوج متى لعهدنا الزاهي نعود ؟! متى مع عصرنا الوردي نلتقي لنعود ؟!! وسنبقى نردد " كان يا مكان في قديم الزمان "