بلاد العرب اوطاني

بلاد العرب أوطاني

 

 

بلاد العرب أوطاني من الشام لبغداد ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان ,غنيناها صغارا ولم تتعدى حناجرنا  تلك الكلمات,وكبرنا وكبر الفرق الشاسع بين ابناء العروبة الواحدة بغضب زعيم من اخر ورئيس من رئيس

ووصلنا لدرجة المقاطعة أحيانا ,بل أصبحت بعض الأنظمة تنشر إن لاعلاقه  ولا أصول تربط بين الشعوب العربية رغم عروبتنا وجذورنا الواحدة وذلك تلبية للأهداف الشخصية والمصالح الذاتية التي تخدم تلك الأنظمة ,فما إن تتغير تلك المصالح حتى تعود تلك الأصول والجذور ولنكتشف من جديد إننا جميعا من المحيط إلى الخليج عربا وأمة واحدة ,فتجد اثأر ذلك المناخ على جلسات الجامعة العربية سواء كانت اجتماع على مستوى القادة أو وزراء الخارجية,وسمينا تلك القمم بأسماء عظيمة مثل قمة الاتفاق والوفاق,وقمة الإخوة,وقمة المصالحة العربية وغيرها وغيرها من تلك الأسماء الرنانة ,وغنينا من جديد بلاد العرب أوطاني ,بالحان جديدة وأصوات مخملية عذبة ,وبقي الحال عند أبناء العروبة الحال نفس الحال أغاني بلا إحساس ومشاعر ,مجرد كلمات لاتتعدى الحناجر أثرا ومفعولا,والسبب واضح إن الأمر دائما وابدأ ارتبط بالقائد والزعيم الملهم والرئيس العربي في كل مكان,ارتباطا كان يحكمه مصالح الرؤساء الشخصية والذاتية فيما بينهم,فلذلك مادامت الأمور بينهم ممتازة وجيدة فكلنا عرب وإخوة والروابط بيننا لايفصلها شئ على سطح الأرض ,ومجرد الخلاف  أي خلاف يقلب الأمور رأسا على عقب .بقيت الأمور على هذا الحال مد وجزر ولعب على قيثارة أعصاب المواطن العربي والعازف الوحيد هو الزعيم العربي,بقينا إلى إن بعث الله في هذه الأمة الشباب العربي الجديد شباب الفيس بوك  كما يسمونه ألان,شباب لايخيفة شئ لا حاكم ولا أنظمة قمعية بوليسية ولا أصوات الجلادين ,ولا تلك الخطب البالية والمهترئه من الزعماء,خرجوا للشوارع واخرجوا معهم الكل من أبناء جلدتهم شيوخا ونساء وأطفالا ,خرجوا للميادين والشوارع ,ليطالبوا بالحرية وحياة كريمة,منادين يهتفون الشعب يريد إسقاط النظام,ضحكنا وضحك القادة جميعهم مستهزئين بهم وبكلماتهم ومطالبهم الجريئة ,بل أنها عدت لجرأتها كفرا بالعادات والتقاليد والأعراف,وبداءت التنازلات  شيئا فشيئا ,من وعود بالديمقراطية إلى وعود بعدم الترشح مرة أخرى للرئاسة ,والشباب مصرين على الإزالة من الجذور,لإبقاء للنظام ككل ولا لأزلام النظام,وبدا الحاكم الملهم ,الحاكم الخالد أبدا بالغضب,فهو لم يرى خلال سنوات حكمة الطويلة ,إلا الخنوع والذل والعبودية وانحناء الرأس من الجميع,فكيف تجرأ هؤلاء الشباب على هذا,فبدا القمع والقتل والتنكيل بهم إمام العالم وإمام كاميرات المصورين,رأينا هذا كلنا من المحيط إلى الخليج ,وتحركت مشاعرنا تجاه ما يعانون من الألم ,رأينا دماؤهم تسيل بالشوارع ,شعرنا بان هذا الدم كأنة خرج من أجسادنا,وزادت المعاناة يوما بعد يوم ,وقلوبنا وألسنتنا تلهث لهم بالدعاء بالفرج السريع من الله العزيز الجبار,وأعصابنا مشدودة جدا ونومنا قليل وصلاتنا وسجودنا وتهجدنا يزداد وندعو لهم بالفرج القريب وان يحقن الله دماؤهم ,ويأتي الفرج بهروب الطاغي ,نتنفس الصعداء بسلامة تونس,فما تلبث إن تبدأ المعاناة من جديد عند إخوة لنا هم المصريين ,شباب بالشوارع وشيوخ ونساء وأطفال أيضا,حشود عظيمة وهائلة وغير مألوفة من قبل بهذا العدد الضخم من الناس بالميادين مطالبين بإسقاط النظام ,وكما بدا زين العابدين,بدائها مبارك,خطب رنانة موسيقية رائعة,يقول فيها أنة لم يريد السلطة المطلقة في يوم من الأيام ,وأنة لم يكن ينوي الترشح لفترة رئاسية جديدة وأنة وعود اجبر عليها من الجماهير لا طوعا  منة ,ولان الشباب ملو تلكم الوعود وما عاد عندهم صبر أكثر على رؤية هذا الشيخ الهرم,الذي امتص قوتهم وقوت أولادهم ليكنزه في بنوك أوروبا .وقهرهم وقهر إبائهم في المعتقلات ومراكز الشرطة,كان لابد من يرحل ,ولكم كانت هذه الفترة حرجة بالنسبة لمصر وللشعب ولنا جميعا هنا,كيف لا وهذه مصر قلب العروبة النابض ومهد الحضارات وأم الدنيا ,جلسنا ساعات نرقب التلفاز,ومثلها بالمساجد والكنائس ندعو ونطلب من الله إن يقي مصر ويحميها ويسرع بالفرج القريب,وتأرجحت الأمور من شد وتأزم إلى هدوء وبقينا ننتظر من الله الفرج إلى إن كانت تلكم الساعة عندما أذيع بان الرئيس قرر التنحي عن منصب رئيس الجمهورية .اقسم ساعتها بأننا بكينا جميعا من شدة الفرح والبهجة وان الله قد وقى مصر من الفتنة والدمار والتخريب,هذه اللحظات والثورات التي حدثت وتحدث في كل الدول العربية ابتداء من تونس ومصر إلى اليمن والجزائر وليبيا و سوريا والله اعلم من يلحق بركب الحرية ,هذه الثورات فقط نطقتنا ببلاد العرب أوطاني من الشام لبغداد ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان,غنينا ها هذه المرة بلحن أول مرة نشعر بحلاوته  وعذوبة  فلتحيا امتنا العربية الكبيرة ولنغني جميعا بلاد العرب أوطاني

 

 

 

                                                               الدكتور عامر البطوش

                                                               23/04/2011