هل ينقلب السحر على الساحر؟


يقول الخبر، بإن السلطات المصرية قامت بتسليم ساحر نيجيري للأردن، بعد تنفيذه وزوجته عمليات احتيال في المملكة، تقدر بـ 100 ألف دينار، ولاذ بالفرار، بصحبة زوجته الليبية، والتي لم يتم القبض عليها حتى الان.

رغم اننا –حكومة وشعبا ونوابا- نشكو من الطفر وقلّة الزفر، الا ان ساحرا نيجيريا – من الدرجة العاشرة- يستطيع ان يجمع 100 الف دينار ويهرب بها، يعني انه جمع مالا في عدة اشهر اكثر بمئة الف مرة مما استطعت جمعه خلال ستين عاما تقريبا.
ولا ننسى ان الكثير من المخدوعين يخجلون من الشكوى ، اضافة الى بعض البسطاء الذين لا يعلمون انه تم النصب عليهم حتى الان، ..وهذا يرفع المبلغ، وربما يضاعفه.
على كل، اللهم لا حسد، وهذا ساحر نيجيري عابر، اخذ النقود وهرب – بالطبع لن يجدوا معه شيا- لكننا نعيش في عالم مكتظ بالسحرة، وهم مقبولون شعبيا – للأسف- ويلجأ الناس اليهم لحل مشاكلهم الحياتية والجنسية، عن طريق كتابة الحجب وفك الرصد وإبطال السحر ..وما الى ذلك من الترهات.
المشكلة ان سحرتنا يعلنون عن انفسهم في اجهزة الإعلام المختلفة، ويوزعون اللافتات في الشوارع ويضعون ارقام هواتفهم للمراجعة والحجر(قبل نفاد الكمية)..دون ان يتابعهم احد او يقاضيهم.
لا تنسوا سحرة السياسة، الذين يلعبون (الجلاجلا) في عواطفنا ومشاعرنا، ويجعلون الحق ظلما والظلم حقا متى شاؤوا، وهم يتحركون بنشاط وحرية في كل مكان... في الحكومات...في البرلمان... في احزاب التسحيج وفي احزاب المعارضة معا..في في في حرف جر.
ولا تنسوا سحرة الإقتصاد الذين ورطونا بالمليارات، التي لن نستطيع سدادها، حتى لو بعنا كامل تراب الوطن بالمزاد العلني، وهم مستمرون في الاستدانة، ويحلون مشاكلهم النقدية عن طريق رفع الأسعار والغاء الدعم وابتكار انواع جديدة من الضرائب، وهم يدمرون التجارة والصناعة والسياحة، في الوقت ذات، لكأنهم طابور خامس يحكم بنا وبمقراتنا ،او- بالأحرى- ما تبقى منها.
فهل ينقلب السحر على الساحر، ذات قرن؟
وتلولحي يا دالية