طفل وصحيفة وملكة!
سيناريو المشهد يا سادة ياكرام, بدأ بطفل بريء ومر بصحيفة مراهقة وانتهى بملكة شجاعة, الطفل البريء هو إيلان الكردي, الصحيفة المراهقة هي صحيفة شارلي ابدو, اما الملكة الشجاعة فهي جلالة الملكة رانيا العبدالله, ..الطفل على الاقل بالنسبة لي او ربما للاخرين يمثل هنا الامل والتعلق بالحياة فهو في لحظة وجوده في البحر ويحتاج الى من ينقذه فهو ليس سوريا ولا عربيا ولا اجنبيا ولا مسلما ولا مسيحيا ولا حتى يهوديا, انما هو فقط هو (انسان) على هذه الحياة حاول كغيره ان يعيش رغم ضعف وعجز جسمه على مواجهة الامواج العاتية, هو طفل عمره ثلاثة سنوات, لم يدرس جغرافية الحدود اقصد حدود التحرش بالنساء كما توقعت له الصحيفة الفرنسية, وان كان لهذه الصحيفة القدرة على مثل هذه التنبؤات, فانا انصح مثل هذه الصحيفة المراهقة ان يكون لها فروعا في كل مدينة في العالم, او مندوبا داخل كل اسرة في هذه المعمورة, لمعرفة ماذا سيصبح اطفال هذا العالم مستقبلا. !
صحيفة شارلي ابدو الفرنسية على الاقل بالنسبة لي او ربما للاخرين هي صحيفة (مراهقة) مجرد قولها إنه لو وصل هذا الطفل إلى شواطئ أوروبا وكبر فسوف يصبح (متحرشا بالنساء), طفل كهذا عاش في ظلمات ثلاث, اقلها ظلمة البحر, لا يمكن له باي شكل من الاشكال ان يصبح (متحرشا بالنساء)عندما يكبر, فالتحرش بالنساء يتطلب معرفة قوية بضربات القلب الناعمة وليس بضربات الظهر القاسية التي تاتي من الاعلى للاسفل, ثم اتسائل هنا, والسؤال لصحيفة شارلي ابدو الفرنسية هل شواطيء أوروبا رمالها ناعمة لدرجة انها تسمح لاطفال نجوا من الغرق للتحرش بالنساء عند كبيرهم.
جلالة الملكة رانيا العبدالله على الاقل بالنسبة لي او ربما للاخرين عندما قالت: إنه كان من الممكن أن يصبح إيلان الكردي طبيباً أو معلماً أو أباً حنوناً, فقد اعطت جلالتها الصورة الايجابية للحياة الانسانية, نعم اعطت احتمالات انظف وانقى واروع واجمل من ما جال ويجول في ذهنية صحيفة شارلي ابدو حول حول مستقبل(إيلان الكردي), ...انها بحق ملكة شجاعة تحت ظل ملك اشجع شهد له القاصي والداني في مبدأ الانسانية, والتي يحاول البعض(مبدأ الانسانية) ان يلغيها من بعض فئات البشر, ...بقي ان نقول على مثل هذه الصحيفة ان تنقذ كلماتها من خلال وضع قوارب انقاذ على صفحاتها, فانقاذ طفل من الانزلاق بقشرة موز صدقة, وانقاذ طفل من امواج البحرصدقة جارية.