الدفاع المدني ما بين واجب وطني.. وعرض تلفزيوني..

أخبار البلد -  ربا قنديل

هنا الألوان براقة تأخذنا لعالم غريب، شيء من الدهشة ومحركات للخيال، حيث ان هذه الآلة أمتعت الجميع دون وجه مقارنة فهي توفر لنا ما يروق لنا دون ان تعكر مزاجنا، حتى أنّنا أصبحنا نتخذها كحلوى لتعديل المزاج. لكن عندما يتخطى الأمر حدوده وتصبح الواجبات الوطنية والحقوق الخاصة بالمواطن مدعاة للتباهي والاستعراض، تسقط جميع الشعارات الملونة والأفلام القصيرة والعروض التلفزيونية الدعائية وننتظر شيء لافتاً يستحق المتابعة حقا.

الدفاع المدني الأردني، لا شك أنّنا ندرك حجم واجبه الوطني ودوره الإنساني ونعلم جيدا أنه ليس بحاجة لوسائل دعائية أو كلمات شكر ليقدر هذا الشعب حجم التضحية التي يقدمها أفراده أو حتى يلتمسوا حجم العطاء والتقدير الذي يكنّه لهم الشعب.

وأصبح التلفاز والأثير والجرائد و حتى المواقع الإلكترونية مشغولة بالأخبار التي يقوم بها موظفو الدفاع المدني حتى أنه أصبح الشارة الرئيسية، وان الفقرات الدعائية اقتصرته في مواسم الثلج والمطر تحديدا بشكل مثير للملل، وأصبحنا نشاهد المرأة التي تضع مولودها بمساعدة رجال الدفاع المدني.. والرجل الذي أنقذوه رجال الدفاع المدني من الغرق.. والمقطوع الذي قامت كوادر الدفاع المدني بإيصاله للمنزل.. والحريق الذي اخمدته مياه الدفاع المدني...

وبين "مشكورين" و"ما قصرتوا" و"قدها رجالنا" تاهت العيون وامتلائنا بالصمت ننظر للدور الإنساني الذي أصبح يعرض على التلفاز وكأنه دعاية لمنتج طبي أو صحي أو غذائي وما شابه، بعلمي أنه واجب وطني بحت لا تفاخر فيه.

ألهذا الحد أصبح الإعلام غائب عن المؤسسات التربوية، والمؤسسات التابعة للأيتام، مؤسسات حماية المرأة والاسرة، مؤسسات التعنيف، قضايا الجرائم والجنايات، وانشغلنا بعرض واجباتنا الإنسانية ببرامج خاصة وبتفاخر غير معهود. أود ان أقول ان الإنسانية ليست بحاجة لبهرجة ووسائل إعلام، ليست بحاجة لكلمات شكر أو حتى عبارات حبّ و قُبلات.

الإنسانية والحقوق والواجبات هي ان تعطي دون ان تغرد في السماء بعبارات شتى "إني أنقذت، وفتحت، وحررت، وأسهمت" ان تغرد في صمتنا ونبوح لك بأجمل ابتسامة رضى وهي كفيلة بإيصال الشكر والإمتنان.