3 محطات في حديث الملك
اخبار البلد-
حديث جلالة الملك عبد الله الثاني في لقاء جلالته لممثلي المنظمات العربية والاسلامية الاميركية في واشنطن، تناول ثلاث محطات، عقائدية، اقتصادية، انسانية، تمحورت حول الحرب ضد الارهاب، وقضية اللاجئين وتداعياتها، والتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي هي من نتاج الحروب الدائرة في بلادنا العربية.
في بداية الحديث دعا جلالته قادة المنظمات الاسلامية القيام بدور اكبر في مواجهة الارهاب بتوضيح صورة الاسلام السمحة، والدفاع عن الدين الحنيف في ظل توسع دائرة الارهاب التي امتدت الى اسيا وافريقيا واوروبا حيث بات الناس يعانون من عقدة الخوف من الاسلام الذي شوه اصحاب الفكر الإرهابي المتطرف صورته الحقيقية.
صحيح ان الارهاب هو التحدي الاكبر والأبرز الذي يهدد العالم، ولكن التصدي له ومواجهته أولوية عربية واسلامية، وبالتالي الحرب على الارهاب هي حرب ايديولوجية كما هي حرب عسكرية وأمنية. لذلك يجب ان يكون لقادة المنظمات العربية والاسلامية دور طليعي في التصدي للفكر المتطرف، خصوصا المنظمات الناشطة في الغرب.
والمحطة الثانية في حديث جلالته كانت حول قضية اللاجئين، التي عانى الاردن من تداعياتها واعبائها قبل الدول الاوروبية التي سمعنا انينها تحت وطأة طوفان اللاجئين الذي اجتاح حدودها ومدنها وعواصمها، بكل التراجيديا الانسانية المحزنة التي مثلتها الهجرة الجماعية.
حول قضية اللاجئين اشار جلالته الى الأعباء التي رتبها نزوح 4،1 مليون سوري الى الاردن، وعملية تامين الاحتياجات والخدمات لهم، وتأثير نزوح هذا العدد الى الاردن على خدمات الصحة والتعليم والبنية التحتية في مناطق تواجدهم. ودعا جلالته الى ضرورة وقوف المجتمع الدولي الى جانب الاردن في حمل هذه المسؤولية، وكلنا نعرف ان القيام بهذا الواجب الانساني يتجاوز حدود قدرات الاردن الاقتصادية والاجتماعية.
لكل هذه الهموم والمشكلات تتجه انظار العالم اليوم الى المؤتمر الذي سيعقد في لندن قريبا، حول قضية اللاجئين في العالم وسبل التعامل معها، وخصوصا في الاردن، لعل العالم يدرك مدى العبء الذي تحمله هذا البلد بقدراته المحدودة.
وفي المحطة الثالثة تطرق جلالة الملك الى التحديات الاقتصادية في الشرق الاوسط وسبل التصدي لها، خصوصا في ظل الحروب الدائرة في دول المنطقة وفي ظل الحرب على الارهاب، لأن غياب الفرص، وارتفاع معدل البطالة، وانتشار الفقر، يجعل من الشباب فريسة للارهاب والتطرف.
هذه الكلمات التي اطلقها جلالته تحمل رسالة مهمة للعالم، لأننا نعرف أن احزمة الفقر، ومساحات البطالة في ظل غياب العدالة، هي تربة خصبة ينبت فيها الغضب والحقد الطبقي، كما أن الحاجة والفاقة هي الطعم الذي تستخدمه المنظمات الارهابية والمتطرفة لجذب الشباب وانخراطهم في القتال بصفوفها تحت غطاء الدين.
وتأتي هذه الرسالة في الوقت الذي يتم فيه تدمير وتفكيك عدد من الدول العربية، وانهاك جيوشها، وبالتالي استنزاف ثرواتها على حساب تنمية البلاد وتحسين مستوى عيش المواطن، في ظل مواجهة صعوبات اقتصادية جديدة.
وفي النهاية دعا الملك عبدالله الثاني الى حل سياسي للمسألة السورية، من أجل ايقاف دوامة العنف والقتل، وإنهاء معاناة الشعب السوري.