" الشرق... والحرب العالمية الثالثة " (الجزء الثاني )
كنا قد تحدثنا عن بعض الاطماع الاقتصادية لامريكا والغرب والدور الصيني الروسي المنافس ببعض الدول وخاصة بتلك التي مازالت تؤمن بأن الرأسمالية الغربية اساسها السيطرة والاحتلال , اذا فالسياسات الغربية تؤمن باستمرارية الحصار بجميع انواعه لاخضاع الشرق تحت المنظومة الرأسمالية وبالتالي تمرير سياسات العولمة التي صنعت هناك بالغرب , من هنا برزت الحاجة في الشرق لمناهضة تلك الاطماع من خلال تحالفات اقليمية وعالمية مثل مجموعة البريكس وبعض التحالفات الاخرى (ذات المغزى الاقتصادي الواضح ) التي خطت لنفسها نهجا سياسيا ثابتا لحد ماء لمجابهة الاطماع سواءا الاقتصادية او السياسية او العسكرية فيما بعد , لكن الغرب بقيادة امريكا اعطى الضوء الاخضر لتلك التكتلات لتمارس اعلامها ونشاطاتها لزيادة التنافس المحموم واشعال المنطقىة كلما دعت الحاجة لذلك , فصانعوا السياسة في الغرب مازالوا يعتقدون بعدم جدوى اي تحالف كان في الشرق مناهضا لطموحاتهم واهدافهم , الا ان حقيقة الوضع في الشرق وروسيا على التحديد اخذت تنحى منحى يباعد بين تحقيق امريكا لاهدافها في ألمنطقة اخذة بعين الاعتبار ن الزخم الامريكي يمتلك القوة والامتداد والمقومات الشاملة ..الا الاجتماعات السرية والزيارات الرسمية المتبادلة بين روسيا والصين وكوريا الشمالية وايران وبعض دول الاتحاد السوفييتي القديم المجاورة لروسيا اعتمدت بخطاباتاها على مبدأ مقاومة الهيمنة الامريكية والغربية كمحاولة جادة للحفاظ على مقومات ومقدرات تلك البلاد الاقتصادية والاستراتيجية , الجانب الاخر لاحظ تلك الطموحات في الشرق كمحاولة لاجهاض المشروع الامريكي الغربي الشامل بالسيطرة على كافة اقطاب الكرة الارضية , فبدأت عملية التصعيد والتهديد والوعيد من خلال اتجاه الغرب لخلق المشاكل والاضطرابات على حدود تلك الدول الهامة مثل اوكرانيا في الشمال الشرقي لاوروبا وكذلك زيادة الضغط على كوريا الشمالية كمحاولة لنزع سلاحها النووي , وفي كلتا الحالتين يعني ذالك تحرك لقوات الاطلسسي وامريكا لتبقى بوضع استعداد , فالسيطرة المطلقة على بحر الصين لم تحقق منها امريكا الا الندر اليسير وكذلك تحرك روسيا المفاجيء من حدودها لسواحل المتوسط زاد الاحتقان في الغرب , لهذا بدات الصورة تتجلى رويدا رويدا متمثلة بدول اقليمية تناهض سياسات الشرق وتحالفاتهم من ناحية ومن الناحية الاخرى تميل للسياسات الغربية الامريكية في المنطقة , فوقود الحرب اصبح واضحا وساحته الرئيسية بمرمى الجميع سواءا من الغرب وامريكا او من الشرق وروسيا , ساحة لابأس بها من حيث المساحة ومكتنزة بالخيرات على مختلف انواعها , ساحة اصبحت بحكم المؤامرات المحاكة مشحونة بشتى اسباب الثوران والغليان تبدأ من الطائفية وتنتهي بالارهاب وهذا كله تحت رعاية اعين الصهاينة في المنطقة, فمجمل الدول الطامعة بخيرات هذه المنطقة والتي تعمل على تأجيج الوضع لتحقيق طموحاتها ومكاسبها الخاصة تشترك فيما بينها على ان الكيان الصهيوني هو كيان يستحق العيش كما و تؤمن تلك الدول باحقيته بالبقاء ضمن دول الاقليم التي اصبحت حاضنة وداعمة للارهاب بطرقه المباشرة وغير المباشرة حسب ادعائهم ...( الى اللقاء في الجزء الثالث )