العدل بين العقائد والأخلأق

 

العدل بين العقائد  والأخلاق

 محمد خالد الصبيحي                                                                  

 

نحن في الوقت الحاضر بحاجة إلي الحقائق لمعالجة  الواقع ا الواقع المرير وارتباطاته الداعمة

لتزوير  الحقائق الناصعة حيث تم خلط المواضيع  وإخفاء الحقيقة  في محاولة  لتضليل الرأي الشعبي عن العديد من الجوانب   التي تمس حياة المواطن  معتمدة  علي عامل الدس والافتراء والتستر   ,,وأطلق العنان للمتنفذين ومساندة الفاسدين وتهميش دور المواطن   و قمع الأصوات المنادية بالأصلح الحقيقي وتجنيد أدوات المافيات في محاولة لتسويف القضايا الهامة وعزل المتمسكين بمبدأ المحاسبة الفاعلة للرموز العاملة علي  تغليب المصالح الخاصة على المصالح العامة للمواطن وخاصة الطبقات المسحوقة ، فهذا الموضوع بحاجة إلي  إجابات كثيرة ومراجعات أكثر لأن بلدنا أصبح إقطاعيات وكونتونات ويذكرني بتاريخنا العربي والأسلأمي ففي عهد الأمام علي كرم الله وجهة  ومنذ اليوم الأول من تسلمه الخلافة في الثامن عشر من ذي الحجة والتي تسمي بيوم الغدير مكرها ومجبرا كرر القول إمام الجميع   (إني كنت كارهاً لأمركم فأبيتم إلا إن أكون عليكم ليس لأحد فيه حق إلا من أمرتم  . لقد حقق علي ابن أبي طالب "ع" في دور حكومته أهم ما يتطلبه العدل الأسلأمي من أهداف فقد قضى على الغبن والظلم الاجتماعي وحقق للمسلمين أهم ما يصبون إليه من العدالة والمساواة وأنجز الكثير من السياسات الإصلاحية وذلك  بإعلان المساواة ومصادرة الأموال المنهوبة التي منحت قائلا  (إن كل قطيعة اقتطعها عثمان   وكل مال أعطاه من مال  الله فهو مردود في بيت المال، فان الحق لا يبطله شيء و أثارت هذه السياسة العادلة  أحقاد وسخط البعض وبذلك انطلق رائد العدالة الاجتماعية وصوت العدالة الإنسانية  فأعلن المساواة والعدالة بين الجميع فلا محاباة لقوي ولا إجحاف لضعيف وإنما كان يبغي الحق ويلتمس  في جميع تصرفاته، ولقد اتبع موازين العدل وان 

جرت له المتاعب والمصاعب ولقد وقف أبو الحسن "ع" موقفاً عنيداً يذود فيه عن الحق عن العدل عن الخير  لذلك لو استعرضنا تاريخ الحركات التحررية الإصلاحية والثورات الاجتماعية البناءة لرأيناها ترجع بوجهتها وأصالتها  إلي هذه المبادئ مؤكدين إن الخصائص الشخصية أمورا ثانوية لا قيمة لها  إزاء القضايا الأساسية العامة  معتمدا نهجا تابتا  في اختيار الولاة ورجال الحكم والإدارة على أساس وحدة الشروط العقائدية والأخلاقية لأن الشرط الأخلاقي تجسيد للشرط العقائدي وتوكيد له كما إن الشرط العقائدي بلورة للشرط الأخلاقي وتزكية له،  على طريق بناء المجتمع السعيد من خلال بناء الإنسان الفاضل في الحكم الفاضل في عملية متكاملة الجوانب وإرساء أسس الحق ومراعاة حقوق الإنسان وكلما ازدادت قيمة المكانة الوظيفية لرجال الحكم والإدارة والمسؤولية   ازدادت أهمية التأكيد على الصفات الأخلاقية العادلة , وتأكيدا علي إن الشرف هو الأهم انقل إليكم هذا الحوار الذي يؤكد أهمية الشرف في بناء المجتمع                                                      

  

في أحد الأيام أجتمع المال والعلم والشرف

ودار بين الثلاثة الحوار التالي 
***
 قال المالْ 
 إن سحري على الناس عظيم ..
وبريقي يجذب الصغير والكبير،

نيا تفرج الأزمات ..
وفي غيابي تحل التعاسة والنكبات !
  قال العلْم 
 إنني أتعامل مع العقول ..
وأعالج الأمور بالحكمة والمنطق والقوانين المدروسة!
لا بالدرهم والدينار !
إنني في صراع مستمر من أجل الإنسان ضد أعداء الإنسانية
الجهل والفقر والمرض.
 
قال الشرف 
 
أما أنا فثمني غال ولا أُباع وأُشترى، 
من حرِص عليّ شرفتُه ..
ومن فَرّطَ فيّ حَطمتُه وأذللته !
 
عندما أراد الثلاثة الانصراف تساءلوا

كيف نتلاقى ؟
 
قال المال 
 
إن أردتم زيارتي يا أخواني

فابحثوا عني في ذلك القصر العظيم. 
 
وقال العلم 
 
أما أنا فابحثوا عني في تلك الجامعة

وفي مجالس الحكماء
 
ظل الشرف صامتاً

فسألاه زميلاه لم لا تتكلم

؟؟؟؟ 
 
قال 
 
أما أنا فإن ذهبت فلن أعود