نواب البرلمان بلا فائدة
دور البرلمان كسلطة تشريعية يقتضي منه سن التشريعات والقوانين وتحقيق مبدأ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية, وذلك من خلال انتخاب الشعب لممثلين عنه, يديرون مصالحه وشؤونه وتطبيق مبدأ الرقابة على السلطة التنفيذية وتلمس احتياجات دوائرهم الانتخابية وتحقيق الغاية الاسمى من تواجدهم بالمجلس كممثلين عن الشعب,
ولكن نجد النواب بعد وصولهم الى المجلس يسعون وراء الجاه واملاء الجيوب, ونجد ان البعض لا يهمه سوى تحقيق المكاسب المادية مقابل الصمت على جور الحكومات والتايد المطلق لأي قرار تتخذه الحكومة, لدرجة اننا بتنا نشهد قصور كبير في اداء النواب, الاداء الذي يتسم بالضعف واللامبالاة وغياب المسؤولية اتجاه العديد من القرارات التي تمس المواطن, لدرجة اننا لا نرى أي فائدة تذكر للنواب الذين سلموا بالأمر الواقع ,بل شكلوا عبء كبير على ميزانية الدولة, فالامتيازات التي يحصلون عليها, تقدر بالملايين ,وفي المحصلة نجدهم يقفون مكتوفي الايدي امام الكثير من التحديات, والسعي لإرضاء الحكومة خوفا من ضياع بعض الامتيازات التي تحصلوا عليها بغير حق, واذا كان الوضع لا يمكن تغيره على حسب راي النواب, فلا داعي لكم, فلا نريد نواب بلا فائدة.
ايها النواب اين ضمائركم وانتم تستمتعون بكل هذه الامتيازات, وتعيشون لوحدكم حياة الترف, وتصرفون رواتبكم الخيالية, وتتلقون نثريات الجلسات واليوميات وبدل السفرات, الا تشعرون بالخجل من انفسكم , فحتى نواب العالم ليس لديهم الترف الذي انتم فيه, فيجب ان يكون البرلمان آخر مؤسسة يتم افسادها, فاذا كان مجلس النواب السلطة الوحيدة الذي يحق له محاسبة الحكومة, فمن يحاسب الحكومة ان لم تحاسبوها انتم, بل انه في الوقت الذي يتلهف فيه المواطن لسماع خبر يسره اثناء متابعته لجلسات النواب, تجد حالة من اللامبالاة تسيطر على النواب داخل المجلس, خنوع للأمر الواقع, والتسليم بما تقرره الحكومة, فالمجلس الحالي لم يقنع بأدائه المتواضع احد, بل زاد من السخط عليه, ولا اكاد اجزم انه من افشل المجالس التي مرت بتاريخ الاردن, فتلك الحال المزرية التي القت بضلالها على المجلس جعلت من المواطنين ضحية استهتار النواب وتقاعسهم,
ومن ابرز المأخذ على هذا المجلس انه غير مبالي اتجاه ما يدور حوله من قضايا تمس الوطن والمواطن, ومع بدأ العد التنازلي لحل المجلس , فإننا نامل ان نتعلم كيف نختار نواب المستقبل بعيدا عن عقلية العشائرية والمصلحة و المنفعة المادية, لأنه بكل تأكيد سندفع ثمن هذه المهاترات عندما يصل النائب الى السلطة التشريعية ليقرر مصير شعب بأكمله ,وفي كلمة اخيرة للنواب اتقوا الله فينا وفي هذا الشعب الذي يعاني في هذه الظروف الصعبة, من قلة الرواتب وارتفاع في الاسعار وبطالة.