النوادي الليلية
النوادي الليلية انتهاك لقانون منع الاتجار بالبشر
فايز شبيكات الدعجه
جرم قانون منع الاتجار بالبشر الصادر عام 2009 وقبل ذلك قانون العقوبات ما يجري في الأحياء الراقية داخل النوادي الليلية من أفعال الاستقطاب والنقل والإيواء والاستغلال بإعطاء مبالغ نقدية أو مادية بشكل مباشر او غير مباشر ووضعها ضمن جرائم القانون لمخالفتها للتعاليم الدينية والعادات والتقاليد الاجتماعية وما اعتبرته منظمة العفو الدولية انتهاك لكرامة الإنسان، ومع ذلك فهي مرخصة برخص أبطلت مفعول النصوص القانونية ،ولم تسمي الأمور بمسمياتها لأسباب مبررة سياحيا، وذرائع تبيح العروض المنافية للحياء لنادلات وراقصات في بحر العشرين من العمر يعملن بموجب تأشيرات وموافقات مسبقة لإضفاء صفة الشرعية على عنوان سياحي مؤسف يغض النظر عن الحوادث المسلحة المتكررة ،واستيطان مسببات الايدز، ومختلف أمراض الجنس، واقتراب ظهور الأعراض الخارجية المؤجلة على اغلب زبائنها القادمين فقط من المناطق الفقيرة، ويمثل ترددهم عليها سلوكا يوميا مبتذلا يبدءا قبيل منصف الليل ويستمر حتى مطلع الفجر، ليناموا طيلة النهار ويسهروا كل الليل، وتزول علامات الاستفهام عن مصدر أموالهم وكيفية تغطية الإنفاق اليومي عند النظر لسجلاتهم ،وتمرسهم في الاقتيات من امتهان الجريمة ، وتاريخهم الجنائي الحافل، أما المجموعات السياحية الأجنبية المنظمة فلا ترتاد أماكن النزوات والغرائز المشوهة تلك، وليست ضمن برامجها السياحية على الإطلاق.
النوادي الليلية تحرس نفسها بزعران غلاظ شداد مدججين بمختلف الأسلحة، سرعان ما يثيرون رعب الأحياء المجاورة بسبب خلاف على نادلة أو تصفية حسابات سابقة، وهم وراء ظاهرة إطلاق النار المتواصل، والقتل المتكرر التي طفح كيلها. والسلطات الأمنية ممتنعة او ممنوعة من التدخل رغم عقوبة الحبس والإغلاق التي فرضها القانون، لأنها مرخصة كمنشئات سياحية لتحقيق غاية الإباحة التي تمارس فيها، إضافة لعدم رغبة القادة بتردد عناصرهم عليها ولو أثناء الواجب خشية وقوعهم تحت تأثير الإغراء والانحراف، والأهم من ذلك أن عفتهم ومروءتهم تمنعهم من توفير غطاء أمني لممارسة الانحلال والشذوذ المتقن الذي تعكسه الإعلانات المخفضة، والتنافس بإظهار صور الراقصات الفاضحة المعلقة للعلن على الجدران قرب أرصفة الطرق ليشاهدها المارة وعابري السبيل بوضوح تام، فتكتمل أركان الاستقطاب وحلقاته الأربعة (السلع والسماسرة والسوق والزبائن ) فتنتهك حقوق الإنسان، وتتفكك الأسر، ويشيع الفساد، وتخترق الآداب ،وتهدر قيمة الردع العام لما تحققه من أرباح خيالية بكلف متدنية بلا ملاحقة أو ضبط ،مع تشديد مؤقت على مخالفتي تجاوز الإقامة، و انتهاء مدة تصريح العمل ،لان من المتوقع أن يكون لدينا اكتفاء ذاتي بمواصفات أفضل من هذه المهن عما قريب .وهذا كل ما هنالك من إجراء إلا إذا أضيف إليه إجراء سنوي ساخر يقضي
بوقف العمل حتى زوال شهر رمضان الكريم.
في بورصة الجسد تلك وعند بلوغ ذروة السهر الصاخب يجري تقديم (النقوط )، وهو الأسلوب المتبع لاستمالة فتيات الليل ،والتعبير عن الإعجاب والرغبة بجمع الشمل، ووفق العادة هذه ينثر سكارى آخر الليل عشرات الأوراق النقدية بسخاء أثناء اهتزاز أجساد الرواقص المستهلكة، لتتساقط تحت الأقدام وتداس بما عليها من رموز العزة، إلى أن يتم جمعها عند انتهاء ما يسمى بالوصلة الفنية ،ومع بزوغ الشمس او قبل ذلك بقليل ينتهي الحفل، وتبدءا فوضي مغادرة الجموع المترنحة، وقيادة المركبات تحت تأثير المشروبات الروحية والتسبب بحوادث مروعة مميتة.