مساع عشائرية للإفراج عن المعتقلين ''الجهاديين'' .

اخبار البلد- - تامر الصمادي - علم أن وفداً من قيادات التيار "السلفي الجهادي" زار عصر اليوم مخيم البقعة، والتقى عدداً من نشطاء التيار، لثنيهم عن تنظيم اعتصام في المخيم، كانوا يعتزمون إقامته غداً بعد صلاة الجمعة.

وتسرّبت أنباء عن وجود مساع عشائرية للإفراج عن قيادات وعناصر "السلفية الجهادية" المحتجزين في السجون بكفالة.

وبحسب معلومات "السبيل" المؤكدة، فإن عدداً من أبناء محافظة معان الناشطين في التيار قدموا إلى المخيم؛ وحثوا شباب "السلفية الجهادية" على وقف الاعتصامات، "درءاً للفتنة ومنعاً لإراقة الدماء".

واستضاف ديوان "آل الوحيدي" أعضاء التيار الذين أكدوا "حرصهم على وحدة الصف، وتفويت الفرصة على المتربصين..(...)".

وكانت الأجهزة الأمنية نفذت خلال الأيام الماضية حملة اعتقالات ودهم شملت قيادات وعناصر في التيار، بعد مواجهة بينهم بمدينة الزرقاء الجمعة الماضية.

وأوضح صلاح العناني أحد قيادات التيار لـ"السبيل"، أن عدداً من نشطاء التيار قدموا إلى المخيم اليوم لتهدئة النفوس، وسعياً منهم لمنع أنصار "السلفية الجهادية" من الخروج إلى الشارع، مؤكداً نجاح المساعي في "وأد الفتنة".

وقال: "تحدثنا في أحد مساجد المخيم بعد صلاة العصر، وأكدنا لأهالي البقعة حرصنا على وحدة صف المسلمين، وأننا في الأردن أبناء شعب واحد".

وتابع: "التيار وقع الجمعة الماضية في فخ نصبته الحكومة والأجهزة الأمنية حينما نزل إلى الشارع، لكننا هذه المرة سنفوت الفرصة على البلطجية والأجهزة التي تسعى لضرب التيار ومناصريه".

وكشف العناني عن مساعي "غير معلنة" تقودها شخصيات عشائرية للتواصل مع الحكومة، وتهدئة الأجواء الملتهبة، على حد وصفه.

وأكد أن تلك الشخصيات تسعى إلى سحب فتيل الأزمة القائمة بين "السلفية الجهادية" والجهات الحكومية، وأن يصار إلى وقف حملات الدهم والاعتقال بحق أبناء التيار.

وقال: "السلفية الجهادية ليست تكفيرية، وهي جزء من نسيج المجتمع، ونأمل أن تفرج الحكومة عن قيادات التيار وعناصره، فهناك أنصار لا نستطيع الوقوف في وجوههم إلى النهاية، وقد يقدمون على شيء لا يحمد عقباه".

وطالب العناني بتكفيل عناصر التيار الذين اعتقلوا على خلفية أحداث الجمعة الماضية، وأن يجرى تحقيق قضائي يدان فيه كل من تورط في الأحداث، من رجال الأمن و"البلطجية" وشباب التيار الذين يثبت تورطهم.

وفي المقابل، نفى وزير الدولة لشؤون الاتصال والإعلام الناطق باسم الحكومة طاهر العدوان علمه بأي اتصالات تجريها شخصيات عشائرية مع الحكومة؛ للإفراج عن معتقلي التيار، وقال لـ"السبيل": "لا أستطيع أن أنفي وجود اتصالات، لكن ليس لدي علم شخصي بها".

يشار إلى أن عدد معتقلي التيار لدى الأجهزة الأمنية زاد عن 170 منذ يوم الجمعة الماضي، وفق مصدر في التيار، في حين ذكر نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أن عدد المعتقلين بلغ حتى يوم الأحد الماضي 103.

وكان السلفيون قد تظاهروا مرارا الأسابيع الماضية، مطالبين بإطلاق سراح عدد من محكومي التيار، بينهم أبو محمد المقدسي، الذي كان مرشدا روحيا لأبي مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، الذي قتل في غارة أمريكية بالعراق عام 2006.