"رحلوا ولم يسمعوا نصيحة "الغولة"

       

"رحلوا ولم يسمعوا نصيحة "الغولة"

رحلوا .. وما زال العصفور في شرفة بيتهم  يغني وما زالت الدالية الحنونة  في باحة دارهم  تصلي...رحلوا غيارى ..رحلوا  ثقاة  واوسمة على صدورنا رحلوا..  

وما زلنا نتفيّأ ظلال حكمتهم حيناً وحيناً نستوسد فراستهم واستشرافهم نقرأهم بليل أرقنا فتتراقص النجوم لتزفهم وتخبو كلما أزف الرحيل..                واكتفينا بما تركوا لنا من إرث ٍ إنسانيّ ,اجتماعيّ  ولم نصنهُ بل فرشناه ُ بساطا للوصول لأهدافنا الشخصية وبدل ان نزخرفه بمواقفهم بدانا بيعه في المزاد العلني لمن يدفع أكثر ونسينا دورنا في الحفاظ عليه بنفس الطريقة  الوقورة الحكيمة الصادقة التي إنتهجوها بدون شخصنة ومصالح آنية.. تراكمْنا غيوماً مصطنعة تحمل التراب وكانوا سحابا لا يحملون إلاّ الغيث والخلود . وبينهما تدلّى النفاق واللا إيثار واستشريا..فاحتشم الوقار واغترب كلّ فكرٍ أصيل, حتى حسبنا مآثرهم وقيَمهم وأفكارهم غيلاناً.. فمسيرتهم شعلة أضاءت لنا الطريق ومسيرتنا كما أقرأها وبحسن نيّة ربما,هي مسيرة  غير واضحة الرؤيا ظـُلـْمتها وشخوصها وعثراتها هي سلوكيّاتنا البعيدة كل البعد عن هديل سهولنا وصهيل جبالنا ..عن ما لدينا وعن ما نطمح إليه. يؤلمني ما أرى. وفي داخلي  تلال من الوجع "تقتاتنا فوضوية السلوك" الغيرة ُ المؤذية ..الحسدُ القاتل .. الحبوُ المُذل ..رخصُ النوايا , إلإستخفاف  بالعقول والتخبّط بالبحث عن الحلول" مرايا مهشمة لما وصلنا إليه. دعوني أستذكر سولافة من سواليف جدتي.."الغولة والشاطر حسن " بعد أن مشّط شعرها وقـلـّم  أظافرها  سالها ..كيف الوصول ؟؟لإنقاذ أميرتي ..قالت إذا أردت الوصول إلى هدفك عليك وليس لك الخيار "بالطريق اللي بتغرق أوالطريق اللي بتحرق أوالطريق اللي بتودي وما بتجيب "  فأيّ الطرق برأيكم سيختار وأي طريق سنختار نحن للوصول الى ما نصبو إليه؟؟ فالخيارات لدينا  حسب إعتقادي أكثر مما كانت لدى الشاطر حسن.. فلدينا الفكر..والوعي ..والفهم المتقدم لما يدور حولنا..والعمل بصدق وجدّ وبدون أي اجندات خارجية أو داخلية مهما كانت

وما علينا سوى تقليم أظافر الفتنة وتمشيط شعر "الغولة" لنأمن شرّها فالعصافير تبني أعشاشها بعيداً عن ألأفاعي لتطيـّر منها أجنحة مطمئنة تحلّق في فضاءتٍ رحبة ..فلنلوذ بحكمة الطير ولنحافظ على وطننا الذي هو فضاءنا وإرثنا.. من فلول الفاسدين والمنافقين ونبتعد عن الطرق المميتة ونلوذ بذاكرة الحكمة والعقلانية علنا نهتدي إلى طريق الصواب.

 

عيد النسور