مقاربة بين كلام المعشر والميثاق وأوراق الملك النقاشية

حين يدب الصوت عاليا شخصية بوزن الدكتور مروان المعشر قائلاً « مطالبتي بما يريده الملك لا تشفع لي عند العاملين في الدولة «. فتلك صرخة لها صداها القريب والبعيد.


كلام مهم هذا الذي صرح به المعشر لصحيفة « الرأي اليوم « اللندنية وخاصة حين يقول الدولة المدنية التي نريدها تقوم على فلسفة « مواطنة متساوية خاضعة للتنوع «. لن أدخل في هذه العجالة في مضمون تصريحات المعشر ولكنني مهدت لها لأقول نحن نريد أن تطبق أفكار الملك التي وردت في الاوراق النقاشية والتي تدعو الى مزيد من التعددية السياسية والمشاركة الواسعة والديمقراطية والحكومات البرلمانية وتداول السلطة التنفيذية على قاعدة برامجية .

كل هذه القواسم التي كرستها أوراق الملك هو ما تريده القوى السياسية والحزبية والاصلاحية والمجتمعية ، الملك يريد والناس تريد والشعب يريد فمن هو الذي لا يريد ، نريد أن نفهم من حق الناس أن تعرف من يقف في وجه البرنامج الاصلاحي الذي يقوده الملك ، نريد أن تفسروا لماذا جاءت الاوراق الملكية هل جاءت بهدف إثراء الحوار ؟! أو جاءت لفتح نقاش عام حولها لا نعرف حتى الان لماذا جاءت هذه الاوراق الخمس والتي لم تدخل حيز التنفيذ مثل ما حدث مع الاجندة الوطنية ومخرجات الحوار الوطني .

لن أدعو الى اجراء استفتاء حول مخرجات الاوراق النقاشية الملكية حتى لا أتهم بأنني ملكي زيادة عن اللزوم ولكن من باب النظر لمستقبل الوطن الذي نعيش فيه ويعيش فينا وكلنا فيه شركاء أجد من الطبيعي أن نبحث جميعا عن مخارج تقود الى حتمية الاصلاح الذي لم يعد مقبولا أن يسير بالوتيرة القائمة التي تقوم على المحاذير والمخاوف، دعونا نعمل على صياغة ميثاق وطني جديد يحمل كل تطلعات الاردنيين في العيش والكرامة والديمقراطية بالافرازات الحقيقية ،التي تقوم على البرامجية والانتخابات النزيهة والشفافة بعيداً عن التلاعب بإرادة الناخبين ليقرر الشعب ماذا يريد .

شعبنا واع وقادر على فرز الصحيح ولا بد من تمكينه أن يكون قادرا على اختيار البرامج القادرة على تلبية طموحاته بعيداً عن الاجتهادات الشخصية والمناطقية التي لا تخدم سوى اصحابها .

نعم نريد «مواطنة متساوية حاضنة للتنوع « تقوم على العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والمشاركة السياسية العادلة بعيداً عن التابوهات والمحرمات ...!