ثلوج الاردن .. لعبة حظ لدوائر الارصاد الجوية
أخبار البلد - ربا قنديل
ثلوج شهر كانون الأول ذابت وظهرت المروج اليابسة، حيث كشفت عوراتنا المؤسسية ولم يبقى لنا أوراق تين ولاحتى اسكدنيا ولا حتى ورق لسان لنتحدث به باسم الحكومة ونوضح ما حصل للشعب.
ألهذا الحد أصبحنا ضحلين وهزيلين من ناحية الإعداد والتخطيط وإتخاذ القرارات؟ أيعقل ان أجهزة دولة يقدر عدد سكانها ب 8 مليون نسمة لا تمتلك أجهزة رصد دقيقية، وان من حقها ان تُميت يوما كاملا من أيامها بسبب خبر غير دقيق لثبوت الثلج؟ وهل نحن كشعب لا يمكننا ان نتعايش مع يوم واحد مثلج؟
أعتقد ان العاتق ملقى على ظهر دائرة الارصاد الجوية و"محمد الشاكر" موقع "طقس العرب" من وجهة نظر الدولة، كمان ان المواطنيين تكونت لديهم فكرة جيدة ان هذه الجهة هي من تساعد الحكومة في اتخاذ قرارات تعطيل وتأجيل تصبّ في مجرى نهر معاكس لمصالح المؤسسات والجهات الرسمية والقطاعات الخاصة، حيث توقفت العديد ن المؤسسات التي تعتبر بؤرة رئيسية ترتكزعليها مصالح الدولة كالبنوك والبورصات وأسواق المال القطاعات الصحية والخدماتية.
وباعتقادي لو ان التخطيط حقيقي لكانت النتائج مختلفة، حيث أننا نخجل بالتصريح عن الثلجة التي اكتسحت الاردن إلا من بعض الزخات، والتي بهرجت اعلامياً وعسكرياً حيث أصبحت قصة الثلجة الشغل الشاغل لمحطات التلفاز، كما ان مواقع التواصل الاجتماعي ضجت منذ يوم الثلاثاء بالخبر، كما امتلأت الصفحات الاولى من الجرائد اليومية والصفحات الرئيسية من المواقع الالكترونية باخبار الثلجة. هل أصبحت دوائر الارصاد الجوية تقرر سقوط الثلج بقطعة معدنية؟
والغريب بالأمر ان الدفاع المدني والكوادر الأمنية بدأت عملها في مكافحة الثلج والحدّ من مخاطره منذ ظهر يوم الجمعة حيث أصدرت تعليمات للسلامة عبر الوسائط الاعلامية كما ملحت الشوارع وجهزت الجرافات والدبابات لكي لا تتكرر غلطتها التي حصلت في عاصفة هدى وبشرى وغيرهن.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل من الطبيعي ان نتجهز بهذا الشكل الملفت والمبالغ فيه ولا نلعب بالثلج؟
من الممكن ان يكون لدى العديد من قراء المقال وجهة نظر مغايرة وتساؤلات مفادها ان طقس العرب صرح بأن الثلوج ستغطي المرتفات الجبلية فوق 700 متر؟ ولهذا السبب سأكون معكم وسأتحدث لصالحكم حيث سنحكم ان الدولة متطلعة ولديها معلومات جيدة عن أماكن تساقط الثلوج، لكن لماذا نسيت ان تعطل هذه المناطق وحدها وان تمارس باقي المناطق حياتها الطبيعية؟
والجميل ان أغلب المواطنيين يحسنون استغلال العطل حيث تجمعوا في زيارات عائلية يوم السبت كما ان العديد منهم كان في المقاهي والكوفي شوبات .
ولا أنسى ان أقول ان أي عطلة هي جلب حظ للمواطن لانه سعيد جدا في تخلصه من يوم دوام واستغلاله منذ الصباح في النوم أو حرق راس نرجلية اذا اقتصر الامر على تواجده في المنزل، ولا أحد يتسأل، يا ترى كم خسرتنا هذه الثلجة سواء على القطاع العام أو الخاص؟ وكم خسرتنا دائرة الأرصاد الجوية التي لا تمون على نفسها برصدة جوية واحدة؟