سياسة مكشوفة وممارسات معراة

لا يحتاج رئيس حكومة المستوطنين العنصرية الإحتلالية ، لمزيد من أوراق الأدانة وشواهد الممارسة كي تدلل على خياراته العنصرية ، فهي فاقعة بما تملك من الكفاية لجعله منبوذاً مثل مرشحه الأوفر حظاً لدى الحزب الجمهوري في سباق الرئاسة الأميركية المقبلة عام 2016 .


وقد اخترت الربط بين نتنياهو ودونالد ترامب اعتماداً على التحالف العنصري واليميني الأميركي الإسرائيلي والمبني على التراث المشترك لكليهما ، سياسة ورؤية وسلوكاً وأشخاصاً وهكذا كتبت ، وتتصادف مقالتي المعنونة بـ " نتنياهو وترامب سياسة واحدة " مع مقال هام للدبلوماسي الإسرائيلي السابق أوري سفير نشرته معاريف العبرية يوم 14/12/2015 تحت عنوان " فشل الأطار " قال فيه حرفياً:

" فشل نظرية جورج بوش ونتنياهو ، لم يقنع اليمين الأميركي والإسرائيلي ، بالخطأ الأستراتيجي ، الذي وجد تعبيره في سياق الحرب الأميركية على العراق بين 2003 – 2011 ، حيث نظر اليمين الأميركي الجمهوري واليمين الليكودي الإسرائيلي على أن الحرب ستكون ضربة قاضية للإرهاب ، وتنشيء في بغداد نظاماً مؤيداً للغرب ، وعلى أثر ذلك ها هو العراق مقسم والقاعدة أوجدت داعش والأرهاب الدولي في إزدياد " .

ويقول سفير " في إسرائيل يوجد تيار محافظ ويميني عميق يقول أن العالم مقسوم بين الأخيار ( وهم اليهود والإسرائيليين ) وبين السيئين ( وهم الأغيار ولا سيما العرب ) ، واستخدام القوة فقط يمكنه تغيير سلوك العالم العربي وردعه " ويخلص سافير إلى القول الواضح الصريح وهو " هذه أيديولوجية مبنية على نظرية العنصرية تجاه الأخر وتجاه الأقليات في الولايات المتحدة وفي إسرائيل " ويدلل السفير الإسرائيلي السابق على ذلك بقوله " توجد لرئيس حكومتنا نتنياهو لغة مشتركة مع المرشح الجمهوري الأبرز في المنافسة على الرئاسة دونالد ترامب ، فيما يتعلق بالكراهية المطلقة للإسلام ، ترامب يتحدث بلغة نتنياهو وهو متعنت ويكره الأقليات ، ويكره المسلمين حيث يتهمهم بتأييد إرهاب 11 سبتمبر 2001 في نيويورك " .

نتنياهو يقود مركز صنع القرار الإسرائيلي المتطرف من داخل مجتمع المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي ، ومعه أحزاب الأئتلاف والأغلبية البرلمانية التي توفر له غطاء لسياساته العنصرية والأستيطانية التوسعية ضد الفلسطينيين سواء مناطق 48 أو مناطق 67 ، ويعتمد القوة والمزيد من القوة ضد الشعب العربي الفلسطيني التواق للحياة والشراكة والعدالة والأنصاف ، على أرض بلاده حيث لا بلاد له غيرها ، وعلى أرض وطنه حيث لا وطن له سواه .

قراءة السفير الإسرائيلي السابق أوري سافير ، لسياسات نتنياهو وتعريتها ووصفها بالأيدلوجية العنصرية ، دليل فاقع واضح ، من موقع المواطنة الإسرائيلية والخبرة السياسية والمشاهدة الحسية من داخل المجتمع الإسرائيلي ، فهو ليس مسلماً وليس عربياً وليس فلسطينياً ، ولكنه يرى ويشاهد ويلمس فيحكم على سلوك نتنياهو ، ولا شك أن دوافعه لذلك خشيته على " إسرائيل " من أن تفقد دوافع حضورها وقوتها ، فهو يقول واضحاً بناء على هذه القراءة واعتماداً على هذه السياسة يقول حرفياً " ليس غريباً أن إسرائيل معزولة في العالم " .

عزلة إسرائيل التدريجية أمام المجتمع الدولي ، وتراجع تعاطف المجتمع الدولي معها ، بعد أن كان منحازاً لها ، ومتعاطفاً معها ، بسبب ما تعرض له اليهود من ظلم ومذابح ومطاردة من قبل هتلر النازي وموسوليني الفاشي ، ولكن اليوم تمارس إسرائيل الظلم والإستعمار والقمع والفاشية والتوسع والأستيطان وحرق الإنسان الفلسطيني غير مرة ، وحرق مزروعاته ، وإغلاق فرص الحياة أمامه ، والمس بكرامته ومقدساته الإسلامية والمسيحية ورموزه التاريخية سلوكها هذا وفر الفهم للمجتمع الدولي والوعي لقياداته عن حقيقة المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي وممارساته ، وعدالة المطالب الفلسطينية وشرعيتها مما خلق جواً ودياً من قبل المجتمع الدولي لصالح النضال الفلسطيني وأهدافه وتطلعاته ومشروعه الوطني الديمقراطي .