الأردن،،، وكأس ملك اسبانيا

 

تابع الملايين بشغف ليلة أمس المباراة النهائية التي جمعت فريق ريال مدريد وفريق برشلونة وأنا منهم مع ابني يزن ولكني لست متابعاً جيداً ولكن من أجل ابني وولعه بالرياضة وخوفاً عليه من الذهاب لمشاهدتها خارج المنزل مع أصدقائه فضلت المكوث معه ومشاهدتها بالمنزل وحضر من حضر وجلسنا نشاهد مباراة لم تخلو من الأخطاء ومن الكروت الصفراء وكنت أعتقد أن الصوت الذي يأتي من بعيد هو صوت فرح أو ما شابه خصوصاً أني أقطن بمنطقة جبل عمان الدوار الأول ويا لهذا الحي ما أجمله ولكن مع وجود مباراة كهذه يكون الوضع صعب جداً حتى اعتقدت أن الريال مدريد يلعب ضد الأردن وليس برشلونة ،،،لما أسمعه من أصوات وهتافات قبل وبعد هذه المباراة حقيقة أن الرياضة جميلة ولكنها لا تعنيني وأنا أعي تماماً بأن الشباب لا يشغلها شيء لذا يذهبوا لأجل المنافسة لا أدري هل أسميها مضيعة للوقت أم ماذا لست مع ولا ضد.

ولكن من خلال صفارة الحكم ونهاية المباراة شعرت بأني بحاجة إلى نوم عميق خصوصاً أني باليوم التالي لدي عمل وأقسمت أن تكون آخر مرة أشاهد فيها مباراة لأنها حقيقة لا تعنيني وما أن هممت للنوم بلحظات،،،

حتى انطلقت أفواج من المطبلين والمزمرين من فتحات السيارات الفارهة وهتافات وأعلام وأصبحت كالهاتف الرجّاج وكانت الهتافات صاخبة وكان حقيقة الشارع يغلي من شدة الفرح وكنت أتساءل لغاية هذه اللحظة هل الأردن مشارك بهذه البطولة أم ماذا،،،

افترشوا الشارع وتعالت أصوات الهتافات وأصبحت عيوني تميل إلى الاحمرار من شدة التعب وأصبح الدوار الأول مغلق تماماً وأصبحت المركبات تسير بسرعة عالية بتفحيط وتشحيط وزوامير اختلط الشارع من شباب وصبايا بعمر الزهور معلنين فوزهم المبرح على الخصم وأنا بواقع الحال لست مدريدياً ولا برشلونياً ولكني رجل عربي أنزف كل يوم عند مشاهدة الأوطان تنزف فبكل لحظة أشاهد أطفال غزة كيف يفترشون الأرض ويضيئوا الشموع وأطفال وأرامل العراق تعدت التسعة ملايين وإخواننا بليبيا ومصر وتونس وسوريا والعديد من الأوطان،،،  كل يوم يدخل بنا ألف هدف بدون أي هتافات ولا شعارات ،

والغريب بأن الأردن عندما لعب بطولة آسيا لم يجد كل هذا الحماس ولا الهتافات فكيف لو كانت الأردن مشاركة بهذه البطولة ماذا كنا سنشاهد بالشارع الأردني الذي يشكو الفقر والبطالة وأناس ما زالت تبحث عن بعض لقيمات بالحاويات وأعرف تماما ماذا يدور ببالكم الآن ولكن أما كان الأولى من كل هذا التفكير ملياً بالأوطان التي ما زالت تنزف وأعود وأقول بأن الرياضة شيء جميل ولكن سلوكيات بعض الناس أثناء مشاهدتهم هذه المباريات تكاد تكون مقززة .

وكأن البعض من مواليد برشلونة والآخر من مواليد مدريد والمصيبة الكبرى بأنه أبو شخة لا يحمل ثمن بنزين لمركبته الكرتونية ويطلب النرجيلة على تفاحتين وبجانبه صبيتين من مواليد سقف السيل معهم جنسية اسبانية،،،

كفانا والله كل هذه التفاهات والترهلات والمنغصات ولنلتفت بجدية لما هو أفضل وأقول لهؤلاء دعونا ننام بسلام كفانا والله حرام.

 

وأقول،،،،،،،، يكفينا عدد الأهداف والخوازيق التي أدخلت بنا من مطلع هذا العام والأعوام السابقة.

 

من ستاد فالنسيا كان معكم محدثكم

هاشم برجاق الشوالي

المنتدى الخاص بالكاتب

www.hashem.jordanforum.net