المطبوعات تفرج عن 'وصايا الذبيح' بعد منعه 16 شهرا

أخبار البلد - أفرجت دائرة المطبوعات والنشر عن كتاب "وصايا الذبيح.. التقي والشيطان في رسائل صدام حسين" للزميل وليد حسني زهرة، الصحفي في جريدة العرب اليوم، بعد منعه من التداول، واحتجاز كامل نسخه لمدة 16 شهرا.

 

وثمن الزميل حسني قرار دائرة المطبوعات بالإفراج عن كتابه في بيان صحفي صدر عنه اليوم، أكد فيه أن الإفراج عن كتابه "يفتح الباب أمام المطالبة بالمزيد من حرية التعبير والتفكير والنشر، خاصة أن عقل الدولة بكل جلاله سابق بخطوات عديدة عقل الموظف في الدولة، وعيا وانفتاحا، وشتان بين عقل الموظف وعقل المثقف".

 

وأضاف حسني في بيانه: "إن قرار الإفراج عن الكتاب، بالرغم من تأخره، فإنه يضيء شمعة في طريق الإصلاح الذي نبتغيه وننشده، فقد ولى عصر العقل المنغلق، وذهبت إلى غير رجعة الأفكار التي تتوالد كأنها حبال مشانق أو مسدسات أو سكاكين أو مقصات جاهزة لإيقاع العقاب على من لا يحسن المشي على صراط متعرج لا نعرف أين ينتهي ولا إلى أين يقود" على حد قوله.

 

وأكد في بيانه "أن قضية الحريات العامة، وحرية التعبير والتفكير، والجرأة في إثارة الأسئلة وطرحها بدون خوف، هي ما يكفل لهذه الأمة البقاء والتطور والتحرر، وليس العقل المنغلق، والعقل الخائف، والعقل الاتهامي، والعقل المرجف" حسب قوله.

 

وكان مدير دائرة المطبوعات السابق قد قرر منع تداول الكتاب في التاسع من شهر كانون الأول عام 2009، وإحالة الزميل حسني إلى القضاء، وبقيت جميع نسخ الكتاب رهينة الحبس والسجن وعدم التداول منذ ذلك الوقت وحتى يوم الخميس الماضي، عندما قررت دائرة المطبوعات رسميا الإفراج عن الكتاب والسماح بتداوله في المملكة.

 

وكان الزميل حسني قد أحيل إلى محكمة أمن الدولة من قبل المدعي العام، إلا أن التعديلات الأخيرة التي أدخلتها حكومة الرفاعي على قانون المطبوعات والنشر، وقلصت من صلاحيات محكمة أمن الدولة بالنظر في قضايا المطبوعات وحرية التعبير، دفعت بها لإعادة القضية إلى المدعي العام لعدم الاختصاص.

 

ولم يمثل الزميل حسني أمام القضاء، وبقي ملف القضية مغلقا، فيما بقي الكتاب مصادرا وممنوعا من التداول لأسباب قال مدير المطبوعات السابق عنها إنها تتعلق بإساءته لعلاقات الأردن ببعض الدول الشقيقة، بينما أعلن مدير المطبوعات الحالي الزميل عبد الله أبو رمان عن رغبته بالإفراج عن الكتاب؛ لأن "زمان منع ومصادرة الكتب قد انتهى.."، كما قال في تصريحات صحفية مبكرة له فور تسلمه منصبه العام الماضي.

 

وطبع الكتاب في بيروت، وصدر عن دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع في أواخر عام 2009، وحظي باهتمام إعلامي واسع النطاق، فيما تولت وسائل الإعلام الإيرانية مهاجمة الكتاب ومؤلفه الزميل حسني بقسوة، داعية لمنع تداوله، ومحاكمة مؤلفه بسبب مضمون الكتاب الذي لم تطلع عليه أصلا، مكتفية بما تم نشره عنه من ملخصات في الصحافة الأردنية والعربية.

 

وكان منع كتاب "وصايا الذبيح .." قد فتح قضية منع الكتب والرقابة المسبقة على المطبوعات، كما أدى منعه، الذي تزامن في حينه مع الحملة الحكومية على العديد من الزملاء الصحفيين في الصحافة الإلكترونية، للدفع بحكومة سمير الرفاعي لإصدار قانون مؤقت لتعديل قانون المطبوعات والنشر، أنهت فيه صلاحيات محكمة أمن الدولة بالنظر في قضايا المطبوعات والنشر، وحصرها فقط في محكمة البداية، بعد أن أحيل الزميل حسني في حينه إلى محكمة أمن الدولة بسبب كتابه، وإحالة ثلاثة زملاء صحفيين إلى محكمة أمن الدولة في قضايا مطبوعات، وهم: جهاد أبو بيدر، وعلاء الفزاع، وفارس الحباشنة، في شهر شباط من العام الماضي.

 

ويقع الكتاب في 590 صفحة من القطع الكبير، ويضم تسعة فصول، إلى جانب التوثيق الكامل لرسائل الرئيس العراقي صدام حسين التي صدرت عنه تباعا فور احتلال بغداد في التاسع من شهر نيسان عام 2003 وحتى لحظة إعدامه فجر عيد الأضحى في الثلاثين من شهر كانون الأول عام 2006.