بعد تزايد الرفض الشعبي .. التيار السلفي التكفيري يلغي اعتصام البقعة

 

اخبار البلد : بعد تزايد الضغط الشعبي الرافض للاعتصامات التي يقوم بها التيار السلفي التكفيري "الجهادي"   عللت مصادر في التيار إنه قرر وقف حراكه واعتصاماته على ضوء اعتقالات في الأيام الماضية شملت كافة قياداته، وأكد أنه لن يقيم اعتصاما في مخيم البقعة للاجئين يوم الجمعة المقبل، مشيرا إلى أنه يسعى حاليا للإفراج عن معتقليه.

وأوضح صلاح عناني أحد قياديي التيار في مدينة معان للجزيرة نت أن التيار لن يقيم اعتصاما له في مخيم البقعة للاجئين يوم الجمعة المقبل، مشيرا إلى أن التيار يسعى حاليا للإفراج عن المعتقلين.

وتحدث عن أن التيار يريد "تفويت الفرصة عمن يريد إيقاع فتنة بين الأردنيين والفلسطينيين"، معتبرا أن ما جرى في الزرقاء الجمعة الماضية كان "فخا أعدته الأجهزة الأمنية بالتعاون مع البلطجية للإيقاع بالتيار".

وطالب بالإفراج عن المعتقلين من أبناء التيار بالكفالة وإجراء تحقيق قضائي يدان فيه كل من ساهم في ما جرى بالزرقاء من رجال الأمن والبلطجية وشباب التيار الذين يثبت تورطهم.

وكان مراقبون حذروا من اعتصام التيار في مخيم البقعة كونه تجمعا للاجئين الفلسطينيين مما سيعطي إشارات سلبية للعلاقة بين الأردنيين والفلسطينيين في المملكة.

وأوضح مصدر بارز في التيار -فضل عدم الإشارة له خوفا من الاعتقال- أن اعتصام الزرقاء كان يسير بشكل جيد، وأن قادة التيار تعاونوا مع رجال الأمن في ضبط الأمور وعدم السماح "للبلطجية" بإحداث مشكلة بعد رشقهم المعتصمين بالحجارة.

وتحدث عن "إنكار" قادة التيار على أحد المتحدثين حمله خنجرا بيده أثناء إلقائه كلمة عن ضرورة "إحياء فريضة الجهاد لتحرير بلاد المسلمين وعلى رأسها بيت المقدس".

وعلمت الجزيرة نت أن عدد معتقلي التيار لدى الأجهزة الأمنية زاد عن 170 منذ يوم الجمعة الماضي، وفق مصدر في التيار، في حين ذكر نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أن عدد المعتقلين بلغ حتى يوم الأحد الماضي 103.

وكان وزير الداخلية الأردني سعد هايل السرور قال الأحد الماضي إن الحكومة لن تسمح للتيار بتنفيذ اعتصام في مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين، ووصف ما قام به التيار في الزرقاء بأنه "يرقى للعمل الإرهابي".

وكشف مصدر مطلع في التيار للجزيرة نت عن اعتقال قوات الأمن مساء أمس الثلاثاء القيادي البارز في التيار جراح الرحاحلة وعدد من أعضاء التيار الذين كانوا متوارين عن الأنظار ومنهم لقمان الريالات من مدينة السلط.

ونفى المصدر اعتقال الرحاحلة السبت الماضي، مشيرا إلى أن كافة الذين كانوا مطاردين من قبل أجهزة الأمن اعتقلوا في اليومين الماضيين.

وبحسب مصادر التيار فإن المعتقلين يخضعون للتحقيق لدى أجهزة أمنية مختلفة، في حين رفض مصدر أمني الحديث للجزيرة نت عن الاعتقالات في صفوف التيار محيلا الأمر لوزارة الداخلية فقط.

من جهتها قالت مصادر في التيار للجزيرة نت إن عيادة الدكتور منيف سمارة في الزرقاء -أحد نشطاء التيار- تعرضت للتكسير للمرة الثالثة منذ يوم الجمعة الماضي.

 واشتكت عائلات معتقلين من أن الأجهزة الأمنية لا سيما المخابرات تنفي وجود معتقلين لديها.

وقال والد الدكتور أيمن البلوي –شقيق منفذ عملية خوست الدكتور همام البلوي- للجزيرة نت إن الصليب الأحمر أبلغه أن المخابرات تنفي وجود ابنه لديها.

وقال إن ابنه اعتقل الجمعة الماضية "من ضباط نعرفهم جيدا وتعودنا على حضورهم لمنزلنا" رغم عدم مشاركته في الاعتصام في مدينة الزرقاء.

وزاد "ابني مكث طوال اليوم عندنا وهو لا ينتمي للتيار السلفي الجهادي وليس من قادته وهو إمام مسجد شارك بأحد اعتصامات التيار نصرة لقضية المعتقلين فقط".

وتابع "الدكتور أيمن لا يوافق على كل ما يعلنه التيار السلفي الجهادي وهو ضد أحداث العنف التي جرت".

واشتكى الوالد من حرمانه من السفر منذ أن قام ابنه الدكتور همام بتفجير نفسه في قاعدة للمخابرات الأميركية في خوست بأفغانستان قتل فيه تسعة ضباط من المخابرات الأميركية والأردنية.

وأشار إلى أنه جرى إعادته من المطار مع زوجته أثناء توجههما لأداء العمرة، وأنه اشتكى للمركز الوطني لحقوق الإنسان ولم يتم رفع منع السفر عنه حتى الآن.

واعتبر البلوي الأب أن العائلة "ظلمت بمحاولة تجنيد ابنها همام للعمل مع المخابرات في أفغانستان ثم نفذ عمليته هناك"، كما تظلم الآن لمنعه من السفر واعتقال الدكتور أيمن والتضييق على أبنائه في سفرهم وعودتهم للأردن