دخلاء على مهنة الطب
اخبار البلد- احمد جميل شاكر
حتى الآن لم تضع وزارة الصحة حدا لهؤلاء الذين يمارسون مهنة االشعوذة
والتدجيل ويصرون عبر الإعلانات المنشورة في بعض الصحف الأسبوعية بأنهم قادرون على
معالجة معظم الأمراض التي استعصت على الأطباء.
يقول هؤلاء في إعلاناتهم أن لديهم أعشابا وأدوية تشفي من التهاب
المعدة والقولون ، والبهاق والتبول اللاإرادي ، والعديد من الأمراض الجنسية للذكور
والإناث ، والديسك ، والشقيقة حتى وصل بهم الأمر إلى وصف أدوية للسيدة التي لاتنجب
، أوحتى لتحديد نوع المولود ذكرا كان أم أنثى.
هذه الإعلانات تجاسرت في بعض الأحيان وخرجت المألوف لتغوص في تفاصيل
الحياة الخاصة بين الزوجين ، ولنصل إلى حد التصدي لمعالجة بعض أنواع السرطانات
التي عجز عنها العلم الحديث.
حتى العديد من الأدوية التي كانت ممنوعة في وزارة الصحة ، كانت تنشر
إعلاناتها وبشكل بارز في العديد من الصحف وبالنشرات المختلفة التي توزع على البيوت
وعبر صناديق البريد ، حيث يمكن إيصال الدواء الى المريض مباشرة ومنه علاج
"السليد" والذي يقال أنه يشفي من معظم الأمراض.
لايجوز تحت أي ظرف من الظروف ترويج سلع تحت بند أنها من المقويات
الجنسية وهي ممنوعة أصلا في البلاد ويتم تداولها عبر الإعلانات من أشكال الإحتيال
، والذي يتم جهارا نهارا أن يتم بيع خلطات عشبية بمبالغ كبيرة ، تصل إلى نحو 100
دينار للفرد الواحد ، في حيث أن غرام الذهب لايتجاوز الأربعة عشر دينارا. حتى ان
غرام الطقش يزيد سعره عن 100 دينار ، وغرام (لبان الذكر) 35 دينارا ، وأن هناك من
يتحدث عن وجود مشعوذين والذين يطلبون إحضار مواد غالية الثمن بعد الإتفاق مع بعض العطارين
على تقاسم المبلغ حيث يباع غرام الزئبق الأحمر 300 دينار ، وأن هناك علاقات وطيدة
بين العديد من المشعوذين والدجالين من جانب وبين بعض العطارين من جانب آخر الأمر
الذي يتطلب إجراءات صارمة من وزارة الصحة لمنع نشر أية إعلانات عن وجود خلطات أو
أعشاب قبل الحصول على موافقة وزارة الصحة وأن يتم الإشارة في الإعلان إلى حصوله
على موافقة خطية ورقمها.
وبالمقابل فإن المواطن مدعو لان يكون على درجة عالية من الوعي ، ويعرف
تماما أن كل ما ينشر من إعلانات حول وجود مواد أو أعشاب تعالج الأمراض المستعصية
هو ضرب من الخيال ، والهدف منه جمع الأموال وأنه لايمكن التصديق ونحن في القرن
الحادي والعشرين أن هناك من يقدر على معالجة المرأة بالأعشاب لتصبح قادرة على
الإنجاب ، أو تعالج العقم عند الرجل وأن الطب البديل له مجالات معروفة ، لكن أن
تصل الأمور إلى حد معالجة السرطان ، وأمراض مستعصية أخرى أمر لايمكن القبول به أو
السكوت عليه -