دولة الرئيس

ما يُصرّون أنّه الصواب في خططهم وسياستهم ليس موقفاً غريباً أو استثنائي, فنحن في الأردن كان قد أُدْمِن تفكيرنا على تناول جرعات من تصريحات رسمية تستطيع بطبيعة تغلغلها في الدم الاجتماعي من وقف تدفق الوعي العام وتتمكن دوماً من إرباك بعض العقول عن التمييز بين مصلحة الوقت ووقت المصلحة وتُبقي المستقبل حالة مُبْهَمة ومستعصية الفهم..جرعة زائدة أخرى ربما تفتك بالجميع...
دولة الرئيس
حوارك المليء بالأرقام غير مقنع...ونقاشك حول خطط التعليم والاستثمار والطاقة والمياه غير مرئي وغير مسموع وأظنه لا يمت لحاجتنا الاقتصادية والاجتماعية المؤلمة بصلة حين لا يُظْهِرُ وضع المستقبل الزراعي, وكيف سيكون عليه واقع التعليم و الثقافة والسياحة والصناعة بعد عشر أو خمس عشرة أو عشرون سنة من سنوات وزير التوجيهي ...
دولة الرئيس
الستة مليارات التي ازدادت فيها المديونية خلال فترة رئاستك لا تحتاج منك الى جهدٍ كبير في إقناعنا ببراءتك من التسبّب بها , كلٌ ما عليك فعله أن توضّح لنا بالرياضيات والرسم البياني وأنت أهلٌ للتوضيح والتصحيح كيف سيكون شكل البطالة ومساحة الفقر وحال الترهل الإداري وحجم الفساد وقاعدة الأمن الغذائي بعد عدة سنين من الآن, وكيف سيسير الراكب من الشمال إلى الوسط إلى الجنوب لا يخاف إلا الله والذئب على جيوبه..
...يدرك القاصي والداني أبعاد الحال العربي والإقليمي وأثره على واقعنا الأردني ولعلك تدرك معنا أنّ في العائلة الأردنية الصغيرة عينة من المشهد العام وكيف لا ينعكس ذلك عليها وهي المكون الأول والأساس للدولة ونحن في منتصف المعركة...فالأبُ مع التحالف الأمريكي التركي والابن مع التدخل الروسي والأمُّ مع الحرب ضد الإرهاب وهناك أخٌ معتكف في المتجر خشية الفتنة, وعم يساعد الجميع ويحثهم على الهدوء والصبر, وفي خضم ذلك كله هل لك أن تُفْهمَنا كيف ستنتزع الفكر الشاذ , وكيف تصنع انتماءٌ عصري يجمع المتناقضات على حب الوطن ,انتماءٌ شجاع لا حالة خائفة تترقب المصير المجهول....
دولة الرئيس ...
بحثنا عن التفاؤل و حاولنا أن نجد بصيص منه في تحسّن اجتماعي لمستقبل أولادنا بعد أن فقدناه لأنفسنا فوجدناه طاقة وهمية وإصلاحات سرابيّة ومياه تتبخر على نار الطموح الشخصي, قد ترانا بنظرك الرسمي قصيري النظر السياسي ولكن أقنعني أنّ ما تحمّله جيلنا سيتحمّله جيل قادم قريب جداً لا يؤمن بالسياسة الكلاسيكية ولا بالتوزيع الجغرافي ولا بالمذهب أو الطائفية...
ما نراه أنّ خطط التخفيف والتنحيف من المديونية سلحفية غير مضمونة تنهش المستقبل الأردني, تفتك بالتعليم والثقافة , وتحرق الحقل الزراعي وتلقي بأخر معاقل الانتماء في مصائد الفكر الخاطئ وتغتال العبقريات والكفاءات...ليس ذلك وحسب بل الأدهى والأمرّ أنها تقنص لقمة العيش بلا رحمة... فلجوؤنا حقيقي بلا منظمات, وغربتنا واقعية في صميم الذات...
دولة الرئيس ...
إلى متى نبقى على المنح, ومتى تشقّ الحكمة والرؤيا الحضارية طريقها إلى أصحاب الأمر... إلى متى سنصمد في ظل هذا الطوفان وأنت تعلم أنّ أُمّة الشّر يتصدى لها الله تعالى وملائكته والمؤمنين أمّا امّة الخير فَتَسْقُطُ بالخيانات...التاريخ لا يرحم...
shnaikatt@yahoo.com