وسط البلد.. الإهمال وقلة الاهتمام

وسط العاصمة عمان ليس له مثال ابدا، ويمكن الجزم ان سنتر مدغشقر او بيشاور حتى تكاد تكون اجمل منه لجهة النظافة والتنظيم العام والالتزام بالانظمة او الاخلاقيات في الشارع. في حين ان المقارنة وسط مع اي مدينة اوروبية ينبغي لها ان تكون مبعثة للخجل، وتكفي زيارة واحدة له في يوم جمعة او اي يوم لاكتشاف كم الحال مثير للسخط والقرف، والامر على ما هو عليه من سوء يمكن مشاهدته في اي مكان يمكن اختياره عشوائيا، وتكفي مجرد محاولة مرور عبر الحسبة الملاصقة للمسجد الحسيني العريق لاكتشاف حجم الكارثة من قذارة تلف المكان من كل جهاته وهي تنال من كل شيء دون استثناء، اما الروائح الكريهة فحدث بلا حرج، وكان الله في عون المصلين واصحاب الحاجات من المكان.

يتحول وسط العاصمة يوم الجمعة الى سوق للحمام، وليشر أيا كان لحال شبيهة في اي عاصمة محترمة، والامر يفسر عدم وجود هذه الطيور حرة امام ساحة المسجد كما الحال امام الاموي ومساجد تونس وساحات باريس وغيرها. كما ان وسط البلد كله يكون مستباحا بلا هوادة، حيث يغلق باعة المسروقات والكراكيب الشوارع وبالكاد يمكن السير وسط مشهد ليس مثله في اي مكان. والغريب ان محاولات عديدة للامانة للسيطرة فشلت كلها رغم مساعدة الامن لها.

وما زال وسط عمان على ابشع الصور وفي كل الايام عموما دون ان يتحرك منقذ من اي جهة رغم ادعاء الجميع بحب عمان والتغني بها.

وسط عمان منطقة سياحية بامتياز، ففيه المدرج الروماني، ومنه الى جبل القلعة والمعالم التاريخية الاخرى، ويكفي المسجد الحسيني الذي يحرص السياح على تصويره كعمارة اسلامية كتحفة من التحف الهندسية التاريخية. اما سبيل الحوريات فانه المعلم على ما هو عليه منذ دهر فانه كفيل بردع الانتحاريين والدواعش طالما الحوريات في هكذا سبيل.

ان العاصمة على هذا النحو من الاهمال فما الحال في المدن الاخرى، وكيف هي الزرقاء والكرك والسلط ومعان، وهل هناك من يصدق بعد ان اربد عروس الشمال حقا، وبطبيعة الحال فإن المدن الاخرى على اسوأ فما بال بالقرى؟

في واقع الامر فإن رئيس الوزراء هو المسؤول عن احوال البلد، وبمناسبة مرور الف يوم على توليه المسؤولية يستحق وساما بمستوى وضع وسط عمان على ما هو عليه الان وخصوصا ايام الجمع، في حين تنحصر مسؤولية امين العاصمة بلا شيء باعتباره امينا على بقاء الحال، مع اننا كلنا امل ان تشهد عمان تفكيرا بالعقل من اجلها، أما رؤساء بلديات المدن فكان الله في عونهم باعتبار وزارة البلديات التي تمارس الحسابات والديون فقط وليس اي مشاريع بناء بالمستوى العادي للدولة.