عزلة / 1

(1)
تمكنت منك
من ارتداد الغياب على أطرافك.. من صداه
تمكنت من حضورك.. على طاولة وحيدة وقهوة.
(2)
معي تناولت الصمت بارتباك
وتكلمت بصمت عن الأصدقاء البعيدين
مثل قرص الشمس
أينهم في ظلالهم الشجرية يخفقون ؟
أين ليلهم الداجي.. وأصواتهم الضئيلة ؟.. أين ؟
(3)
أيتها الوحيدة في
أنا أتسامح بالتقاط هواء تتنفسه أعصابك
أتسامح في مداهمتك لي عند النافذة
وأنت تخرجين من كم الرياح طليقة.. تحومين على الفراغ.
(4)
لماذا تترك النافذة ستائرها .. وهي تبوح بغيماتك الباقية ؟
لماذا أصابعنا تضيء البيوت.. مع ضجرنا..

غجر
(ذات مساء مع لوركا في مقهى أندلسي)
ليس سواهم يحلم.. في سنوات السغب
يجرون عرباتهم ويمضون.. يغنون وحيدين في القفار
تتبعهم ظلال خائفة.. يتسامرون عند ضوء مواقدهم
تلسعهم مطاردات القبائل
الفراشات.. تتقفى آثار أقدامهم
الريح.. تعول حين تتلوى نساؤهم مع الموسيقى
لا يملون من الضحك.. والسكر.. والهذيان
لا يقفون عند خط الهفوات .. يتأملون السحب.. ويطاردونها
ها هي مرايا نجومهم الخافتة.. تتوهج.. أغانيهم ترتفع
حدائقهم المتروكة في الخلاء.. تزهر.. جنياتهم تومض في السهوب.. لكنهم.. لم يصعدوا إلى السماء بعد.