هذا ما اكتشفته في معرض أزبكية عمان

أخبار البلد - ربا قنديل

مايثير استغرابي ان أمانة عمان الكبرى والأزبكية حضرتا لمعرض كتاب ضخم وبأسعار متنوعة والمفاجأة ان المعرض خال إلا من بعض الزوار. رغم أني جلست وحاولت جمع نقاط الضعف والقوة في الأمر إلا أني لم أجد أي تقصير فالمعرض مرتب منظم ودافئ، والدعاية الاعلامية الخاصة به مشغولة بشكل جيد حتى ان الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي حصدت مشاهدات ضخمة.

ما يخطر ببالي سؤال، هل كثرة المعارض كانت سببا في تنفير الجمهور من القراءة أم ان شعبنا لا يقرأ اصلا؟

واثناء تجوالي في المعرض اجريت عدد من المقابلات فضولا مني للبحث عن جواب ضائع في ألسنة الناس وشفاههم و حتى في ملامح وجوههم، من الأسئلة التي طرحت: ما هي الكتب المفضلة لديك؟ من هم الكتّاب الذين يثيرون غريزتك القرائية والمعرفية؟ وهل تدعم الكتاب الشباب الناشئين تحديدا؟

وكانت الأجوبة كالتالي:

ان "الكتب المفضلة" لدى الأغلب ليست محددة، بل هي الكتب التي تعجبهم وهذا الامر يؤول لاقتراحين أحدهما امّا ان الغلاف أو العنوان جذبه وهذا الخيار الأكبر، والثاني أنه اطلع على المقتطفات والإهداء فاعجبه الأسلوب وهذا ما دفعه لاقتناء الكتاب.

أمّا عند سؤالي عن "الكتّاب" اكتشفت ان قارئنا الأرني العزيز لا يعرف من الوسط الأدبي الأردني سوى كاتبين اثنين ولا مجال للزيادة أبداً؟ وما أدهشني ان عدد كبيرا من الزوار لم يستطع اعطائي اسماء أدبية سوى اسم محمود درويش ونزار قباني و أحلام مستغانمي وغادة السمان أي السهل الممتنع المتاح للجميع والمعروف إقليميا، ومن الأرجح أنهم أيضا لم يقرأوا لهم أصلا.

أمّا عن "دعم أعمال الشباب الناشئ" فكانت الإجابات جميعها نعم أدعمهم، رغم أني اثناء تجوالي لفتني عرض الكتب بتراص واكتشفت ان جميع كتب المؤلفين الناشئين مصفوفة بجانب بعضها ومكدسة بالعدد ذاته وكأن أحداً لم يمسسها.

أحقا نحن مثقفين وننشد الثقافة ونحث على القراءة كموعظة عند حديثنا مع الجميع، وهل فعلا شكّل الأدب زاوية منيرة في عقولنا وأدمغتنا وقلوبنا، وهل استطعنا ككتاب اضافة شيء للشعب الأردني عن طريق تغريداتنا ومنشوراتنا؟

لكم حرية الأجابة فالخيارات مفتوحة ولا أحد يسعى معكم لإجراء أي مقابلة هدفها كتابة تقرير أو مقال أو حتى تغطية صحفية...

ما اكتشفته حقا ان الأفكار الممتلئة أصبحت بالواقع فارغة بسبب تأثيرنا السلبي عليها.