متى تستقيم اللغة؟

يروى أن رسول - صلى الله عليه وسلم - كان جالساً مع أصحابه إذ نشأت سحابة، فقالوا: يا رسول الله، هذه سحابة، فقال: «كيف ترون قواعدها، قالوا، ما أحسنها وأشد تمكنها: قال: «وكيف ترون رحاها، (وَسَطها)، قالوا: ما أحسَنها وأشدَّ استدارتها! قال: «وكيف ترون بواسقها، ما أحسنها وأشدّ استقامتها: قال: «وكيف ترون جَوْنَها» قالوا ما أحسنه وأشد سواده! قال:»وكيف ترون بَرقَها أوميضاً أم خَفْياً أم يشق شقّاً» قالوا:بل يشق شقّاً، فقال عليه السلام: «الحيا» فقالوا: يا رسول الله، ما رأينا الذي هو منك أفصح، قال: «وما يمنعني من ذلك فإنما أنزل القرآن بلساني لسانٍ عربيًّ مبين».


ونحن في هذا الزمان أعوجّت فيه الألسن، واستحوذت عليها ألفاظ العامية إلى جانب ألفاظ المخترعات العلمية الكثيرة، وهبطت بها إلى مستوى الابتذال والبعد عن الفصاحة التي هي هُوية هذه الأمة وخصيصتها الفريدة بين الأمم، ونحن هنا لا نطلب من متحدثي العربية وكتّابها أن يكونوا بمستوى فصاحة الرسول عليه الصلاة والسلام- وإنما نطلب المحافظة على قواعد النحو البسيطة الأساسية كالرفع والنصب والجر في مواضعها الصحيحة إلى جانب ترتيب الجملة والعربية وشيئاً من سلامة اللفظ.

ولنا هنا أن نقرأ ما كتبه أحدهم في إحدى صحفنا اليومية، يقول: وأوضح مدير محمية للمحيط الحيوي على وجود كذا نوعاً من النباتات النادرة....وأشار أن الدراسات حصلت إلى وجود كذا. أما مشاركات الأطفال فهي نموذج سيئ للغة العربية يبني عليها غيرهم ظناً منه أن العامية تكتب في الصحف هي لغة فصيحة فيروج لها كما فعل أحد الكتاب. ولا بد من الإشارة إلى أن ضعف الأمة السياسي من أسبابها ضعف اللغة فثقة الأمة بنفسها ودينها وتاريخها يتبعها المحافظة على لغتها.