القنطار في سوريا

معادلة الربيع العربي فرضت الانحياز للشعوب ضد انظمتها املا بجديد اكثر استعدادا للانتصار لقضايا الامة برمتها التي لا تبدأ من حقها بالحرية وانتهاج الديمقراطية وتعميم العدالة الاجتماعية ولا تنتهي عند الاستمرار في نصرة القضية الفلسطينية، والامر لم يوفر تلك الانظمة التاريخية ذات النهج القومي والتقدمي بالمفاهيم المعادية للصهيونية والامبريالية التي استمرت طوال الوقت في مقارعة العدو لقيادة الامة نحو معركة التحرير.


وهكذا الحال مع حزب الله اللبناني لرفض نزع سلاحه طالما يقود مقاومة مشروعة ضد العدو الاسرائيلي، وقد نال كل الاحترام طوال الوقت في كافة حروبه ومناوشاته وعملياته ضد الصهاينة، كم حظيت عمليات تبادل الاسرى التي نفذها بالاعجابات الكبيرة وقد ظل يظهر منتصرا في كل مرة، كما انه نال الثقة والمصداقية لما ضرب في العمق واستعد الى ما بعد حيفا ايضا لتنال نصيبها من صواريخ المقاومة، وقد ندر في حينه وجود كارهين بالعلن وانما معجبون طوال الوقت، ويكفي ان خطابات حسن نصر الله كانت كافية لاستعادة الامل بان المعركة مستمرة وان النصر متاح ايضا.

وفي دوامة المقارعات سقط الربيع العربي وتحول الى خريف يسقط شعوبا وحكاما بلا هوادة، فما سلم القذافي ولا الشعب الليبي، والحال قبلا في العراق الذي تكشف عن احتلال وتدمير الدولة وليس اسقاط صدام وحسب. وسحبا على سورية، فبعد ان كان الموقف للانحياز للسوريين للحصول على الافضل بنظام افضل ها هو الموقف الان مواجهة بين النظام ونفس اعدائه السابقين المباشرين والتابعين لقوى الامبريالية والصهيونية. والتحول لم يكن مصادفة وانما مخطط، وللظن ان القضاء عليه كما حال النظام العراقي هو الذي سيفرض شروط جلب بريمر جديد لادارة البلاد وليس اي سوري.

تطور الاحداث اعاد الامور الى مركزية التحالفات الحالية ولا جديد فيها ابد وهي لا تختلف عما كانت عليه اساسا. وعليه يكون الطبيعي وجود الايراني والروسي وحزب الله في لب ساحة دمشق، فأي غرابة ان يكون سمير القنطار وغيره في صميم المعركة طالما ان امريكا والعدو الاسرائيلي واعوانهم في الجهة المقابلة.