اجمل «شروق» للشمس موجود فينا!


هناك اماكن في العالم يقال انها يقع فيها اجمل «غروب» في العالم, وهناك اماكن اخرى في العالم يقال انها يقع فيها اجمل «شروق» في العالم والحُكم في ذلك لــ(منظمة السياحة العالمية), وهي منظمة تابعة للأمم المتحدة تهتم بشؤون الدول من الناحية السياحية وتصدرالإحصائيات المتعلقة بالطلب والعرض السياحي على مستوى العالم ومقرها في مدريد, هذه المنظمة وضعت جملة من المعايير لتحديد تلك الاماكن والبلدان التابعة لها,..قد يتحيز البعض منا ويقول ان اجمل «غروب» اواجمل «شروق» للشمس يقع في قريتي او في مدينتي او في دولتي, ولهؤلاء الحق في ذلك لان جمال الغروب والشروق فيه بعد وطني. 
  
حسب تصنيف منظمة السياحة العالمية, فقد جاء في تفرير هذه المنظمة ان مدينة «جانت» هي اجمل مكان تغيب فيه الشمس علي وجه الارض, طبعا «جانت» مدينة جزائرية تبعد(2300) كم عن العاصمة, يعود أصل كلمة جانت إلى اللهجة الامازيغية، والتي تعني (حط الرحال), حيث أنه في القديم تاه قطيع من الإبل عن صاحبه بينما كان يرعاه قرب وادي «جانت» الحالي، وفي محاولة بحثه التقى بجمع من البدو الرحل فسألهم إن شاهدوا إبله فأجاب أحدهم: إذهب إلى جانت فستجدها باركة هناك.
الشاعر الجزائري المعروف «عثمان بالي» رحمه الله وصف مدينة جانت باكيا اروع وصف حيث قال فيها (على مشارف غروب جانت يوما, دمعة من القلب للعين سالت على الخدين, نقشت حبات من الرمل على الوجه خطين, غيّرت فينا كل شيء حتى سواد العين,...).

يبدو ان منظمة السياحة العالمية كانت منصفة هذه المرة في اختيارها لاجمل مكان غروب للشمس في العالم وهي مدينة «جانت» الجزائرية, ...لتسمح لي هذه المنظمة ان ادلها على موضع ومكان اجمل «شروق» للشمس, هذا الموضع والمكان موجود في كل واحد منا, لكن يختلف من شخص لاخر.

اعتقد ان هذه المنظمة توافقني في ان لكل واحد منا شمسان, شمس تشرق كل صباح وشمس تشرق في القلب, ولكن مهما أضاءت شمس الصباح وأشرقت, فإننا لا نراها إن كانت شمس قلوبنا مطفأة, ومهما أضاءت شمس الصباح وأشرقت, فإننا لا نراها إن كنا نضع أكفنا أمام أعيننا ونمنع النور إن ينفذ إلى داخلنا, ومهما أضاءت شمس الصباح وأشرقت, فلن تشرق دنيانا مادمنا لانرى جمالها ولا نستمتع به,

ومهما أضاءت شمس الصباح وأشرقت, فان قلوبنا لن تشرق مادمنا لآ نملأها بالأمل والرضا , مادمنا لا نجددها ولا نجدد أهدافنا, وان قلوبنا لن تشرق أن تركنا ظلام اليأس والإحباط يخيم عليها, ولن نتذوق الفرح والحياة أن لم نحافظ على شمس قلبنا متوهجة دافئة.

اعتقد جازمنا ان في داخل كل «اردني» منا شمس دافئة تحمل معها اجمل شروق للشمس, نعم شمس قلوب جميع الاردنيين مضيئة, وأعيننا تسمح لنور الشمس إن تنفذ إلى داخل قلوبنا, ونستمتع بجمالها, شروق يملأ قلوبنا بالأمل والرضا, ونجدد أهدافنا معها, قلوبنا تتذوق الفرح والحياة, نعم لنا قلوب تحمل اجمل شروق للشمس, هذه الشمس دافئة كدفيء «الهاشميين» على مر الايام, ولــ(منظمة السياحة العالمية) التحقق من ذلك.