الاصلاح ومحاربة الفساد.. الدكتور هايل عياش
أخبار البلد- - يكثر الحديث فى هذه الاوقات عن مكافحة الفساد تلك الافة التى تصدرت اهتمامات الاردنيين على اختلاف مواقعهم ومشاربهم. ولان وطننا الاردنى يعيش ضمن منظومته العربية والدولية , وكل تلك المناطق تنادى بضرورةالاصلاح الاقتصادى ,فلا بد من ان يتاثر وطننا بكلل الاحداث التى تجرى حوله. غالبية الشعب الاردنى يريد القضاء على الفساد ومحاربته كسبيل لتحقيق الاصلاح الاقتصادى الذى نريده .لان الاعتقاد السائد لدى المواطن ان هذه الافة اسهمت باستنزاف مدخرات وثروات الوطن , وساعدت بشكل عام فى تردى الاوضاع الاقتصادية نتيجة اتساع حجم الهوة التى تسببت بسؤ توزيع مكتسبات التنمية والحيلولة دون انعكاس ارقام النمو الاقتصادية التى حققها الاقتصاد فى سنوات الازدهار الاقتصادى . ويعتقد البعض ان الفساد مصطلح فضفاض لايجوز الفصل بينه وبين ما يولده من نتائج سلبية من شانها خلق شعور عام بالظلم و الحرمان بين صفوف شريحة واسعة من الموطنين , بحكم ان الفساد يعمل على فرز طبقة مجتمعية غنية واخرى فقيرة كادحة يسيطر عليها الاحساس بالتهميش . بات لدى الموطنين الاردنيين هذه الايام تفاؤل بالاصلاح الحقيقى فى المملكة , وهذا له ما يبرره فعلا لان هذا الربيع الذى شهدته المنطقة العربية قد وصلت بشائره الى الاردن . ويبدو ان صناع القرار اقتنعوا ان الوقت قد حان لاحداث تحولات اقتصادية وسياسية حقيقية , تتناسب مع طبيعة وضع الاصلاح على بداية الاتجاه الصحيح , الذى اصبح انجازه مسالة التزام ووقت لا اكثر فى نظر المواطنين . وشكل دعم جلالة الملك للاسراع بانجاز هذه الاصلاحات دفعة كبرى زدات فى تفاؤل الاردنيين . هذا التفاؤل جاء نتيجة تعطش الناس للتغير الايجابى الذى ينعكس على مختلف نواحى عيشتهم الاقتادية والسياسية والاجتماعية . ان القضاء على الفساد يجب ان يكون اول واهم الخطوات التى تبادر اليها الحكومة لكى تستطيع تحقيق التنمية الاقتصادية . وذلك يكون بتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وهو احد اهم العوامل الاساسية للاصلاح , فضلا عن الاستغلال الصحيح والسليم للموارد البشرية . ما يعكس تفكيرا لدى البغض بان الهدر المالى وسؤ ادارة الموارد المالية هو ما تعانى منه سياسات الانفاق المطبقة محليا ,والتى تؤدى الى اضاعة مبالغ طائلة من دون احداث نقلة واضحة فى مستوى معيشة الناس , كذلك لا يجب اغفال اهمية ادراك المواطن ان الحكومة وحدها غير قادرة على تقديم الحل والراى للاصلاح , لان المواطن هو مسؤول ومساهم فى خلق بعض المشاكل السياسية و الاقتصادية الحالية , وبذلك فان اعتراف المواطنين بدورهم فى بعض المشكلات التى يعيشها البلد تؤكد ان اى حلول ستقدمها الحكومة سيكون مصيرها الفشل ان لم تكن جذرية وبمشاركة من الاردنيين جميعا .