عندما يتحدث الناطق الرسمي


في مقابلته على شاشة التلفاز الأردني بتاريخ 18 �5، دافع الناطق الرسمي باسم الحكومة باستماتة عند سؤال المذيع عن احتمالية وجود ما يسمى بنظرية المؤامرة فيما يتعلق بتنظيم داعش ونفى نفيا قاطعا أن تكون هناك دول تدعم تنظيم داعش ووصف التنظيم بالشبح. لا ألوم الناطق باسم الحكومة على طرحه هذا رغم أننا في الأردن أكثر من اكتووا بهذا الفكر.

وقد مرت بتاريخ الأردن مدة ليست بالقصيرة ونظامنا يتهم في سياق هذه النظرية من قبل العديد ممن يعيشون على أرض الأردن.
بعيدا عن هذه النظرية، أود لو يجيب معالي وزير الشؤون الإعلامية والناطق الرسمي باسم الحكومة على بعض الأسئلة والتساؤلات التي تدور باذهان الكثير بهذا الخصوص. لابد يعلم معاليه أن داعش ولد من رحم القاعدة والأخيرة صنعت ومولت بأيادي أمريكية وعربية، فهل يستطيع معاليه نفي ذلك؟؟ ومادام داعش شبح كما أفاد معاليه فكيف نقاتل شبحا؟! هل يمكن القضاء على شبح؟! ربما قد خانه التعبير معاليه وربما يقصد هلامية التنظيم. وعندما كان كثير من الدول تقودهم أمريكا يخطب ود من أسس القاعدة أثناء الإحتلال السوفييتي لإفغانستان ويؤيدها ويدعمها، ما الذي جعلها بعد ذالك شيطانا تلاحق وتحارب من كل دول العالم؟؟ ربما انتهى دورها المرسوم وحتى لا تصبح عبئا على حلفاء ترغب أمريكا بعدم تعكير صفوهم.

وهنا لست بالمدافع عن القاعدة وداعش ولكني أتحدث بواقع تابعنا كل أحداثه. كنت آمل من مسؤولينا أن يتحلوا بقسط من الموضوعية ويحترموا عقول المشاهدين والسامعين الأردنيين. وهنا نشهد له بالتمثيل الصادق لنهج الحكومة بكل أمانة واقتدار على عكس طاهر العدوان وزير الإعلام الأسبق الذي كان بصف الصالح العام أكثر منه عضوا في حكومة. أليس داعش صنعته أمريكا لإدراكها أن المسلمين أكثر ما يمكن أن يفرقهم ويجعلهم متناحرين متصادمين ويوقظ الفتنة النائمة بينهم هو الخلافات الدينية المذهبية. وهذا كفيل بيوم من الأيام أن يجعل التقسيم الجغرافي مرحب به لدى صانعي القرار في بلدانهم. هل باستطاعة معاليه إنكار أن دولنا العربية في حال قتال بالإنابة عن أمريكا أكثر منه دفاعا عن النفس؟؟ وجاء ذلك لاعتلاء الأصوات الأمريكية لمنع إرسال الجنود إلى الموت، إذ اكتووا بنار حروب الخليج وإفغانستان وقبلها فيتنام وكوريا.

وحتى تسهل السيطرة التامة والأبدية وذلك من وجهة النظر الأمريكية من دون وجود صداع لها ولحلفائها، لا بد من البحث عن وسائل بديلة تجنبهم الخسائر في الأرواح الأمريكية، أما المالية فمعروف تمويلها على الدوام من النفط العربي. لذا، كان من السهل اللعب على الوتر الديني المتوتر داخل الجسم الاسلامي الذي سببه غياب الشهيد صدام حسين عن المشهد بشقيه الشيعي والسني وتغذيته ما يلهي المنطقة في الإقتتال وبالتالي تفرض حلول كانت تخطط لتحقيقها أمريكا من خلال جيناتها المتصهينة. 

بداية التقسيم كانت بالسودان ويبدو أنه ماض بطريقه إلى العراق وسوريا ودول أخرى. وبهذا يسهل التحكم من خلال دعم الكينونات التي ستخلق لاحقا، وهذا يجعل المخططات الإستراتيجية لإسرائيل والصهيونية واقعا حتى لا يصبح كما يقول مثلنا الشعبي " لا مقاهر ولا مناهر" يمكن أن يزعج تلك الدولة المارقة على القوانين الدولية والغريبة على الجسم العربي.
لقد كنا نامل من معاليه أن يكون أكثر واقعية واحتراما للعقول لو حاول الإقتراب أكثر من منطق الأمور وواقع الحال والحقائق التي أصبح يعلمها القاصي والداني.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.